صوت يتجاوز الزمن.. «دولة التلاوة» تكرم الشيخ محمود علي البنا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في احتفال مهيب حمل رسائل الوفاء للقرآن ورجاله، كرّمت «دولة التلاوة» الشيخ محمود علي البنا، أحد أبرز الأصوات القرآنية الخالدة التي ظلت راسخة في ذاكرة المحبين لعقود طويلة، بصوته المميز الذي نسج علاقة دافئة بين المستمع والكلمة الإلهية، وجعل اسمه واحدًا من أعلام المدرسة المصرية في الترتيل، تلك المدرسة التي أثرت العالمين العربي والإسلامي بقراءتها المتقنة وأدائها الروحاني البديع.

تكريم يليق بمكانته في عالم التلاوة


جاء هذا التكريم تقديرًا لمسيرة الشيخ البنا، الذي استطاع – بفضل صوته الندي وأسلوبه المتفرّد – أن يخلق مدرسة خاصة به، تعتمد على الإحساس العميق بالنص القرآني، والالتزام الصارم بأحكام التجويد، مما جعله أحد كبار القرّاء الذين تجاوز تأثيرهم حدود الزمان والمكان، وظلوا مصدر إلهام للأجيال الجديدة من القراء ومحبي التلاوة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

البنا.. مدرسة فنية وروحانية لها بصمتها الخاصة


امتاز الشيخ محمود علي البنا بنبرة متدفقة تجمع بين القوة والعذوبة، وبسيطرة استثنائية على المقامات، إضافة إلى مقدرته على الانتقال بنعومة بين الجمل الموسيقية القرآنية، وهو ما جعله قريبًا من قلوب المستمعين، ومحببًا لدى لجان التحكيم في كثير من المحافل الرسمية التي شارك فيها، ليصبح اسمه مرادفًا للخشوع والانضباط والاتقان.

دولة التلاوة ودورها في حفظ التراث القرآني


يأتي هذا التكريم ضمن سلسلة فعاليات «دولة التلاوة» التي تهدف إلى إبراز رموز التلاوة المصرية، باعتبارها الركن الأقوى في تشكيل وجدان المسلمين لعقود طويلة، حيث تعمل المنصة على توثيق سير القراء الكبار، وإبراز جوانبهم الفنية والإنسانية، وتقديم محتوى يحفظ مكانتهم ويعرّف الأجيال الجديدة بعطاءاتهم وجودة أدائهم، لتظل مصر – كما كانت – منارة العالم الإسلامي في فنون التلاوة.

تكريم يحمل رسائل للأجيال الجديدة


يحمل هذا الاحتفاء بالشيخ البنا رسالة مهمة للقراء الشباب، بأن جودة الأداء واستقامة المنهج والالتزام بقيم القرآن هي الطريق الحقيقي للخلود في ذاكرة الناس، وأن الصوت الجميل وحده لا يكفي ليصنع قارئًا مؤثرًا، بل يجب أن يصاحبه علم واسع وممارسة طويلة وإحساس عميق بقدسية النص، وهو ما جسّده البنا طوال مسيرته دون أن يحيد عن منهجه القويم.
يبقى الشيخ محمود علي البنا واحدًا من «سفراء القرآن» الذين ارتقوا بفن التلاوة إلى آفاق راقية، وجمعوا بين جمال الأداء وصدق الروح، ليصبح تكريمه اليوم تجديدًا للعهد مع تراث قرآني عظيم، واحتفاءً بصوتٍ لا يزال يلامس القلوب ويبعث الطمأنينة في نفوس الملايين، في زمن تتبدل فيه الأصوات لكن تبقى الأصالة علامة لا تزول.

أخبار ذات صلة

0 تعليق