أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن العالم يستعد لحدث سماوي فريد سيُسجَّل كأطول كسوف شمسي في القرن الحالي، إذ سيحدث في 2 أغسطس 2027، ويستمر لمدة ست دقائق و23 ثانية كاملة، وهي مدة تُعتبر استثنائية في تاريخ الكسوفات الشمسية الحديثة، حيث سيمر القمر بين الأرض والشمس في محاذاة مثالية تُلقي بظله على مناطق واسعة من أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، مما يجعل ملايين البشر في تلك المناطق على موعد مع واحدة من أندر اللحظات الفلكية التي يمكن للعين البشرية مشاهدتها.
لماذا يُعد هذا الكسوف مختلفًا عن المعتاد؟
يشير روبرت ماسي، نائب المدير التنفيذي للجمعية الفلكية الملكية البريطانية، إلى أن ما يميز هذا الكسوف هو طوله غير المعتاد، إذ لا تحدث إلا عندما يكون القمر في أقرب نقطة ممكنة إلى الأرض أثناء حدوث القمر الجديد، مما يجعل حجمه الظاهري أكبر وقادرًا على تغطية الشمس لفترة أطول.
وتختلف مدة الكسوف عادة تبعًا لبُعد القمر؛ فحين يكون أبعد قليلًا، تتقلص فترة التغطية، وقد يتحول الكسوف إلى حلقي كما حدث في أبريل 2024 حين استمر أربع دقائق و28 ثانية فقط، بينما سيشهد العالم في أغسطس المقبل كسوفًا آخر في إسبانيا لن يتجاوز دقيقتين.
مصر في قلب الحدث.. الأقصر وأسوان الأفضل عالميًا
وبحسب خرائط ناسا، يبدأ مسار الكسوف من المغرب وجنوب إسبانيا قبل أن يعبر الجزائر وتونس وليبيا، ثم يتجه إلى السعودية وصولًا إلى اليمن والصومال.
إلا أن الذروة العالمية للكسوف ستكون في مصر، وتحديدًا في الأقصر وأسوان، حيث ستُسجَّل أطول مدة للكسوف في هذا الموقع الفريد الذي اجتمع فيه تاريخ الحضارات القديمة مع أعظم المشاهد السماوية الحديثة.
كسوفات كبرى مقبلة خلال القرن
وإلى جانب كسوف 2027، ينتظر العالم سلسلة من الكسوفات الطويلة خلال العقود المقبلة، أبرزها:
12 أغسطس 2045: مدة 6 دقائق و6 ثوانٍ
30 أبريل 2060: مدة 5 دقائق و12 ثانية
24 أغسطس 2063: مدة 5 دقائق و49 ثانية
11 مايو 2078: مدة 5 دقائق و40 ثانية
3 سبتمبر 2081: مدة 5 دقائق و33 ثانية
22 مايو 2096: مدة 6 دقائق و6 ثوانٍ
ستبقى هذه الظواهر السماوية محط أنظار العلماء والهواة على حدٍّ سواء، إذ تمثل نافذة استثنائية لفهم ديناميكية الأرض والقمر والشمس، وفرصة نادرة لمشاهدة مشهد كوني لا يتكرر إلا مرة أو مرتين في العمر.


















0 تعليق