في قلب الدلتا وتحديدا في مدينة برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ تقف صناعة السفن واليخوتالخشبية والحديدية شامخة رغم التحديات فهي مهنة متجذرة منذ أكثر من 110 أعوام تناقلتها العائلات جيلا بعد جيل لتصبح مدينة البرج واحدة من أهم القلاع الصناعية في هذا المجال على مستوى الجمهورية رغم ما تواجهه من تحديات متراكمة تهدد استمرارها

تتميز محافظة كفر الشيخ بكونها من أكبر المحافظات المنتجة للثروة السمكية بفضل بحيرة البرلس وبورصة الأسماك والمزارع السمكية ويزيدها جمالًا مدينة برج البرلس التي تجذب الزائرين بألوانها الزاهية وإطلالتها الساحرة وقت الغروب والشروق

يقول المعلم عبد الباسط أحد شيوخ المهنة "مدينة برج البرلس يمكن صغيرة في الحجم لكنها كبيرة في الصناعة من أكبر المدن في مصر لصناعة السفن واليخوت. أنا وارث المهنة عن والدي ووالدي عن جدي وكل العيلة شغالة في الشغلانة من الكبير للصغير ."

أما محمد عبد الباسط فيضيف " اتعلمت المهنة وأنا عندي 14 سنة كنت أروح المدرسة وأنزل الورشة الشغل صعب والسفينة الواحدة ممكن تقعد شهور لكنها مربحة والحمد لله ."

ويكمل الحاج عبد الحميد صاحب من اربار المهنة "هنا بنصنع نوعين رئيسيين  20 متر و25 متر ودي مراكب مخصصة للصيد داخل المياه الإقليمية وفي اللي بيسافر بره كمان المركب بتحتاج لـ10 عمال وتمر بـ12 مرحلة أساسية ."

رغم تاريخ مدينة برج البرلس العريق إلا أن صناعة السفن تواجه صعوبات كثيرة تتمثل في ارتفاع أسعار الخامات والآلات بشكل غير مسبوق بجانب توقف تراخيص السفن السياحية ما دفع كثيرًا من أصحاب الورش إلى غلقها أو تسريح جزء من العمالة لعدم القدرة على دفع اليوميات

ويؤدي تراجع صناعة السفن إلى تأثر عشرات المهن المرتبطة بها  مثل الدهانين والنجارين والحدادين مما ينذر بزيادة البطالة وهجرة المهرة للخارج

يطالب أصحاب المهنة الدولة بالتدخل العاجل لدعم الخامات وتسهيل الإجراءات فضلًا عن تخصيص مساحات لإقامة ورش الصيانة كما يقترح البعض توثيق عقود بيع السفن للأجانب لضمان حق المصنعين وزيادة عائد العملة الصعبة.

تشتهر كفر الشيخ بتنوع صناعة السفن ما بين السفن الحديدية الكبيرة والمراكب الخشبية التي تستغرق شهورا في صناعتها فضلًا عن " الفلوكات " المخصصة للصيد وتضم منطقتا برج البرلس وبرج مغيزل أكثر من 30 ورشة متخصصة في الصناعة والصيانة .