في خطوة غير مسبوقة، أعلنت العراق بتصنيف حزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين بأنهم "منظمات إرهابية" وجاء هذا القرار بعد أيام من زيارة المبعوث الأمريكي توم باراك إلى بغداد وحذر العراق من تدخل الفصائل المسلحة الموجودة على أراضيها التدخل لدعم حزب الله اللبناني وشدد بأنها ستتلقي ضربات "قاسية" من إسرائيل.
حزب الله والحوثيين على قائمة الإرهاب
وذكرت وسائل إعلام عراقية، أن بموجب هذا القرار يلزم جميع المصارف والمؤسسات المالية والجهات المعنية في العراق بتجميد الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة للأسماء المشمولة، ومنع التعامل المالي أو المصرفي معهم في إشارة إلى هذه الجماعات سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويشار إلى أن خلال السنوات الماضية، افتتحت جماعة الحوثيين المدعومة من إيران مقراً في بغداد لتوسيع دائرة التنسيق مع الفصائل العراقية.
أما في ما يخص حزب الله اللبناني المدعوم أيضًا من إيران فقد وثقت وزارة الخزانة الأمريكية خلال الأعوام الأخيرة شبكات عراقية متهمة بتهريب النفط الإيراني على أنه نفط عراقي أو بتبييض أموال لصالح الحرس الثوري وحزب الله عبر شركات وعقود حكومية، ما أدى إلى إدراج رجال أعمال وشركات عراقية على قوائم العقوبات بسبب دعمهم جماعات تصنفها الولايات المتحدة بأنها منظمات إرهابية.
رسائل تهديد من واشنطن إلى العراق
ويوم الأحد، كشفت تقارير أن المبعوث الأمريكي توم باراك حذر الزعيم العراقي من أن إسرائيل قد تنفذ ضربات على الميليشيات في العراق إذا سعت إلى مساعدة جماعة حزب الله اللبنانية.
والتقى السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا باراك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بغداد. وقال مكتب السوداني في بيان إن الرجلين ناقشا "منع أي تصعيد إضافي في المنطقة"، وأن باراك أكد على "الدور البناء والأساسي" للعراق في تحقيق مثل هذا الهدف.
وذكرت تقارير إعلامية، أن باراك حذر العراق من "ضربة إسرائيلية قاسية"، إذا حاولت الفصائل العراقية التدخل لدعم حزب الله.
ونقلت مصادر إن باراك أبلغ بغداد أن عمليات إسرائيل في لبنان "ستستمر حتى يتم نزع سلاح حزب الله".
وحذر باراك السوداني من ضرورة منع الجماعات العراقية من تقديم الدعم العسكري والمالي لحزب الله.
وزيارة باراك إلى بغداد تهدف إلى نقل مواقف إدارة ترامب بشأن الوضع الحالي في كل من سوريا ولبنان. وقالت مصادر إن "الأميركيين لا يريدون أن يتدخل العراق في شؤون سوريا أو لبنان، وتحديدا الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران".
وفاز السوداني بولاية رئاسية جديدة الشهر الماضي في تصويت وطني في العراق، وهو يسعى الآن إلى تحقيق التوازن في بلد يقع في منطقة تعاني من الاضطرابات. وعلى مدى العامين الماضيين، امتنعت إسرائيل عن توجيه أي ضربات لقواتها في العراق حتى مع إطلاق الميليشيات هناك طائرات بدون طيار على إسرائيل، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الوجود الكثيف للقوات الأميركية في البلاد.
وتسعى العراق إلى الحفاظ على توازن دقيق بين حلفائها إيران والولايات المتحدة، وخاصة الآن في ظل التغيرات الزلزالية التي يشهدها الشرق الأوسط، مع تشكيل تحالفات جديدة وإضعاف القوى القديمة.














0 تعليق