أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تقف أمام “فرصة أكبر من أي وقت مضى” لإنهاء الحرب المستمرة مع روسيا، مشيرًا إلى أن التطورات الدبلوماسية الأخيرة تُظهر تحولًا حقيقيًا في مسار الصراع.
وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك في دبلن مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن، حيث شدّد زيلينسكي على أن التحركات الأمريكية الجديدة، إلى جانب سلسلة المحادثات التي جرت مؤخرًا في جنيف وميامي، تعكس رغبة دولية متزايدة لدفع جهود التسوية نحو نتائج ملموسة.
سلام دائم.. لا هدنة مؤقتة
وأصرّ الرئيس الأوكراني على أن الهدف الأساسي ليس مجرد الوصول إلى هدنة، بل تحقيق سلام عادل ودائم يحفظ كرامة الدولة الأوكرانية ويضع حدًا نهائيًا للأعمال العسكرية.
وأوضح أن الشعب الأوكراني “دفع ثمنًا باهظًا”، وبالتالي فإن أي تسوية يجب أن تراعي حق البلاد في الأمن والسيادة والاستقلال، مؤكدًا أن أوكرانيا تدخل مرحلة دقيقة تتطلب تماسكًا داخليًا وتوافقًا دوليًا لدعم مسار السلام الحقيقي.
الأصول الروسية المجمدة في قلب النقاش الدبلوماسي
وكشف زيلينسكي أنه بحث مع مارتن ملف استخدام الأصول الروسية المجمدة في أوروبا، معتبرًا أن الوقت قد حان لتوجيه تلك الأموال إلى دعم الدفاع الأوكراني وتمويل عمليات إعادة الإعمار.
وأوضح أن هذه الموارد تمثل رافعة مهمة تستطيع من خلالها كييف تسريع جهود البناء والتعافي، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة الحرب.
ترقب أوكراني لجولة محادثات موسكو
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه يتطلع لمعرفة نتائج المحادثات الأمريكية–الروسية المقررة في موسكو، والتي سيقودها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى جانب جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن تركز هذه المحادثات على استكشاف مسارات جديدة لحل النزاع وتخفيف التوترات، في خطوة قد تشكل تحولًا جوهريًا في الديناميكيات السياسية بين واشنطن وموسكو.
مرحلة حساسة تحدد مستقبل الصراع
وتأتي هذه التطورات في لحظة حساسة، إذ يشهد الملف الأوكراني زخمًا دبلوماسيًا لم يحدث منذ بداية الحرب، وسط تزايد القناعة الدولية بأن تسوية الصراع باتت ضرورة استراتيجية عالمية.
ومع دخول الولايات المتحدة على خط الوساطة بشكل أكثر قوة، وتعاظم دعم عدد من الدول الأوروبية، تبدو أوكرانيا أمام مفترق طرق يمكن أن يفتح الباب لمرحلة جديدة من الاستقرار إذا ما نجحت الجهود الحالية في ترجمة هذا الزخم إلى اتفاق فعلي يوقف الحرب ويمهد لسلام طويل الأمد.
0 تعليق