كيف نتصرف مع طفل تعرض للتحـرش؟.. أستاذ طب نفسي يُوضح (فيديو)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أوضح الدكتور محمد حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، كيفية التعامل مع الطفل الذي تعرض لموقف تحرش، قائلًا: "يجب أن يتم بطريقة محسوبة بدقة وعناية، وأي مبالغة في رد الفعل أو إظهار التوتر الشديد من قبل الأهل قد يلحق ضررًا نفسيًا بالطفل يفوق الفائدة المرجو، وذلك لأن الطفل يلتقط خوف الوالدين ويُحوِّله إلى خوف مضاعف يمكن أن يتطور لاحقًا إلى اضطرابات قلق أو عزلة أو حتى أعراض صدمة ممتدة". 

وأضاف الدكتور محمد حمودة، خلال حواره مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت" المذاع على قناة الناس، أن هناك خطأ شائعًا تقع فيه كثير من الأمهات وهو التعامل مع الموقف بانفعال شديد وصوت عالٍ وحالة من الذعر، لكن هذا السلوك يُشعر الطفل بأن ما حدث يمثل كارثة كبرى، مما يؤدي إلى تزايد خوفه وترسيخ شعور خطير بالتهديد داخله.

وأوضح أن الخطوة الصحيحة تكمن في الهدوء التام، والتحدث مع الطفل بصوت منخفض، والظهور وكأن الأمر تحت السيطرة، وهذا التصرف يمنح الطفل رسالة قوية بأن الأهل قادرون على حمايته وأنه في أمان، لافتًا إلى أن دور الأب لا يقل أهمية عن دور الأم، فكلاهما يجب أن يشاركا في طمأنة الطفل وتأكيد الدعم له، مع تجنب الضغط عليه لسرد تفاصيل الواقعة فورًا.

وأكد أن حماية الطفل لا تتحقق بالصراخ أو المبالغة أو الضغط، وإنما بالاحتواء والهدوء والإدارة السليمة للوضع النفسي والقانوني بطريقة لا تعيد الصدمة مرارًا، مشددًا على أن الهدف الأهم هو مساعدة الطفل على عبور هذه التجربة دون أن تتحول إلى ندبة نفسية طويلة، لافتا إلى أن من أكبر الأخطاء هو إجبار الأطفال على الذهاب للعلاج النفسي فورًا رغم رفضهم، معتبرًا أن هذا يزيد من "التروما" لديهم لأنهم يشعرون بأنهم يُعادون إلى التجربة ويُجبرون على الحديث عنها قبل أن يكونوا جاهزين.

وبين أن إجبار الطفل على الإدلاء بشهادته بشكل مباشر خلال التحقيقات في مكاتب الشرطة أو أمام جهات رسمية هو خطأ كبير قد يضاعف من صدمته، إذ قد يشعر بالرعب الشديد، لافتًا إلى أن الطريق الصحيح يتطلب أن تتم التحقيقات على مراحل متدرجة، وبوجود متخصص نفسي مدرَّب يبدأ بالجلوس مع الطفل بطريقة اللعب، ثم يبني معه علاقة ثقة تدريجيًا. وأضاف أنه يجب السماح للطفل بالحكي عندما يشعر بالأمان، وليس من خلال الإلحاح أو الاستجواب المباشر.

وأشار إلى أن الطفل الذي يصل إلى العيادة وهو خائف أو رافض الدخول لا يجب إجباره أبدًا، حيث يبدأ الطبيب باللعب معه والتحدث في أمور أخرى غير الحادث، ليمنحه شعورًا بأن المكان آمن ومريح، ثم تبدأ الثقة في التكوين في الزيارات التالية، وقد يحكي الطفل من تلقاء نفسه عندما يكون مستعدًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق