في محطة تُعدّ من الأكثر رمزية خلال زيارته الرسولية إلى لبنان، وقف صباح اليوم قداسة البابا ليو الرابع عشر، بمرفأ بيروت، موقع انفجار الرابع من أغسطس لعام 2020، حيث قدّم صلاة صامتة، تخليدًا لضحايا الكارثة، وتجديدًا لمطلب العدالة.
وصول البابا بدون مراسم رسمية
وصل الحبر الأعظم إلى المرفأ من دون مراسم رسمية، ليجلس على الأرض قرب بقايا الهياكل المتضررة، وصومعة القمح الجريحة، في مشهد حمل رسالة تعاطف عميقة مع اللبنانيين الذين لا تزال جراحهم مفتوحة منذ الانفجار، كما شكّلت لحظته الهادئة أمام الركام فعل تضامن صامت، يحوّل الألم إلى رجاء، ويعيد التأكيد على ضرورة كشف حقيقة ما جرى.
مراقبون: الزيارة تذكير دولي بضرورة تحقيق شفاف وإعمار حقيقي
ورأى مراقبون أن زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى المرفأ تجاوزت البعد الروحي، لتشكل تذكيرًا دوليًا بضرورة تحقيق شفاف ونزيه، وبواجب دعم عائلات الضحايا، وإطلاق مسار إعمار فعلي يعيد للمرفأ دوره الاقتصادي الأساسي. فالخراب الذي خلفه الانفجار ما زال يلقي بثقله على الاقتصاد اللبناني، ويعمّق أزمات الناس، ومعاناتهم اليومية.
رسالة واضحة ضد الفساد والإهمال
كذلك، حملت الصلاة رسالة واضحة بضرورة مواجهة الفساد والإهمال، وبأن التعافي الحقيقي يبدأ من استعادة الثقة بالدولة، ومؤسساتها، بالتوازي مع ترميم ما تهدّم ماديًا ومعنويًا.
وهكذا تحوّلت لحظة الصمت التي وقفها قداسة البابا ليو الرابع عشر في مرفأ بيروت إلى موقف تاريخي جديد، يدعو لعدم ترك لبنان وحيدًا في محنته، ويؤكّد أن نهضة الوطن تبدأ من الإجماع على العدالة، والالتزام بإعادة البناء، وصون رسالة لبنان كأرض لقاء، ورجاء في قلب المنطقة.
زيارة مستشفى الصليب رسالة قرب ورحمة للمرضى والعاملين
شكّلت زيارة قداسة البابا ليو الرابع عشر إلى مستشفى الصليب، إحدى أبرز محطّات اليوم الثاني من زيارته الرسولية إلى لبنان، حيث التقى قداسته المرضى، والعاملين في أجواء غلب عليها الدفء الإنساني.
تحية خاصة لإرث الطوباوي الأب يعقوب الكبوشي وراهبات الصليب
وحيّى الأب الأقدس إرث الطوباوي الأب يعقوب الكبوشي، وراهبات الصليب، اللواتي واصلن رسالته بروح المحبة، مشيدًا بدور الطاقم الطبي، والتمريضي الذي يمارس خدمته في ظروف صعبة، ويجسّد صورة السامري الصالح الذي لا يترك الجريح، بل يحتضنه بعناية.
وتركت الزيارة انطباعًا عميقًا لدى الحضور، لما حملته من دفء إنساني، وتأكيد متجدد على دور الكنيسة في خدمة المرضى، والفئات الأكثر احتياجًا.

















0 تعليق