كشف محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد أسعد، أن حصيلة الاعتقالات في المحافظة خلال عملية الاقتحام الأولى التي دامت أربعة أيام الأسبوع الماضي وصلت لحوالي 200 معتقل ومحتجز من كافة المناطق، أفرج عن غالبيتهم بعد إجراء تحقيق ميداني وتنكيل وتعذيب لهم.
لجنة لحصر الأضرار الشاملة للممتلكات والبنية التحتية
أما بخصوص الخسائر، قال أحمد أسعد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه فور انتهاء العدوان الإسرائيلي ستقوم لجنة حصر الأضرار بكافة القطاعات بتسجيل وحصر أضرار العدوان بحق الممتلكات العامة والخاصة، فقد تنوعت الأضرار بين تحطيم محتويات منازل ومركبات وتجريف طرق وتقطيع خطوط مياه وكهرباء إضافة إلى خسائر القطاع الزراعي والتجاري وتعطل العمال عن التوجه لأعمالهم.
تعطيل كامل للحياة العامة والتعليم
وأكد أحمد أسعد أنه تم تعطيل الدراسة ودوام المؤسسات العامة والخاصة يومي الأربعاء والخميس الماضيين، كما تعطيل الدراسة أمس الاثنين، موضحًا أن هدف الاحتلال من تلك العملية ودخول طوباس واضحة فحجج الاحتلال دوما هي ملاحقة مطلوبين ومنع وقوع عمليات، لكن الهدف الوحيد هو التخريب والتدمير وجعل المحافظة بيئة طاردة وغير صالحة للعيش نتيجة عدم توفر الأمان والحياة الكريمة نتيجة ممارسات الاحتلال ومستوطنيه وهو ما يتسق مع نوايا حكومة الاحتلال بتوسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي.
نزوح داخلي وإيواء النازحين لدى الأقارب
وعن وجود حركة نزوح من المدينة لمدن أخرى داخل الضفة، قال إن حركة النزوح كانت داخلية وتوجه النازحون لأقاربهم داخل بلداتهم وتم إيواؤهم لحين الانسحاب من منازلهم، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في محافظة طوباس والأغوار الشمالية جاءت في ظل استمرار الحصار على مختلف المناطق وتصاعد المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية.
انتشار القوات الإسرائيلية واستمرار الحصار
وأكد محافظ طوباس والأغوار الشمالية، أحمد أسعد، أن القوات الإسرائيلية منتشرة في محيط عدة بلدات ومخيمات، رغم إعادة تموضعها خلال الساعات الماضية.
وقال أسعد إن القوات ركزت عملياتها الأيام الماضية على بلدة طمون قبل أن تنسحب وتعيد انتشارها باتجاه مخيم الفارعة، مشيرًا إلى أن "بعض الثكنات والمراكز العسكرية أخليت، لكن الحصار على طمون وبقية مناطق المحافظة لا يزال قائمًا". وأضاف أن القوات الإسرائيلية ليست موجودة داخل المخيم في الوقت الحالي، لكنها تواصل تطويق المنطقة بالكامل، ما يبقي المحافظة تحت حظر تجوال فعلي منذ بدء العملية.
الاحتلال يسعى إلى تسويق مبرر أمني لهذه العملية
وأوضح المحافظ الفلسطيني أن الاحتلال يسعى إلى "تسويق مبرر أمني" لهذه العملية، قائلًا: "يتحدثون عن مطاردين وإرهابيين وفق روايتهم، لكن الواقع على الأرض لا يدل على أي إنجاز أمني بعد أيام من الاقتحامات". وأشار إلى أن القوات وزعت منشورات على السكان تحذر من إيواء مطلوبين، وتطالب الأهالي بعدم العودة إلى منازلهم لعدة أيام.
ويرى أسعد أن العملية ذات "طابع سياسي أكثر منها أمنية"، مستشهدًا باستمرارها الطويل "دون تحقيق أي هدف معلن أو ضبط أي شيء ذي قيمة"، على حد تعبيره.
أوضاع إنسانية صعبة ونداءات استغاثة
ومع استمرار العملية لأربعة أيام في المرحلة الأولى ثم عودتها مجددًا أمس، قال محافظ طوباس إن الأوضاع الإنسانية أصبحت "شديدة الصعوبة"، خاصة مع شح المواد الأساسية. وأضاف: "الناس تطالب بالخبز والمياه والأطفال والمرضى بحاجة إلى احتياجات عاجلة". وأكد أن لجنة الطوارئ في المحافظة تعمل على تأمين ما يمكن من احتياجات السكان رغم صعوبة الحركة.
وبحسب أسعد، سجلت المحافظة حتى الآن عددًا من الشهداء، إضافة إلى "حوالي ستين إصابة نتيجة الضرب المبرح والاعتداءات"، بينهم 13 نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وختم المحافظ بالقول: "نأمل أن تنتهي هذه العملية قريبًا، فالوضع قاسٍ على المواطنين، ونحن نبذل كل جهدنا لتخفيف معاناتهم".













0 تعليق