Advertisement
وبحسب الصحيفة، "قال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته إنه على الرغم من أن الجيش اللبناني "يتصرف بطرق لم يفعلها منذ عقود"، فإنه لا يزال لا يبذل جهدا كافيا لنزع سلاح حزب الله بالكامل. وردا على ادعاء سلام بأن 80 في المائة من حزب الله تم نزع سلاحه في جنوب لبنان، أضاف المسؤول: "هذا رقم يصعب قبوله". في الواقع، إن فشل لبنان في القضاء على حزب الله قد يكون له عواقب وخيمة في المنطقة. وذكرت تقارير أن البيت الأبيض وافق على حزمة بقيمة 230 مليون دولار لمساعدة الجيش اللبناني على تنفيذ خطة نزع السلاح، ومن شأن الفشل في ذلك أن يثير غضب الرئيس دونالد ترامب".
وتابعت الصحيفة، "يمكن لإسرائيل أيضاً أن ترد بقوة أكبر على تعزيزات حزب الله العسكرية. وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن غارات منتظمة على لبنان بعد اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه قد يصعد عملياته في محاولة للقضاء على الحزب. وقال المسؤول: "التحدي الرئيسي هو أن حزب الله قد تغلغل بعمق في البنية التحتية المدنية الخاصة. يستأجرون منازل ومزارع وأراضٍ خاصة، ويستخدمون المناطق المدنية لتخزين الأسلحة. وأضاف أن "الجيش اللبناني لا يدخل المنازل الخاصة، وفي العديد من الأماكن يتردد في مواجهة السكان الشيعة المحليين، وحزب الله يستغل هذا". وتابع قائلاً: "إن تعريفهم للنجاح يختلف تمامًا عن تعريفنا له. لو كان الجيش الإسرائيلي يقوم بتطهير منطقة ما، فإننا نقوم بمسح كل شيء حتى نتأكد من أنه أصبح نظيفًا". وقال: "يقيس الجيش اللبناني نجاحه وفقًا لخطته المحدودة، المواقع التي يختار مسحها بناءً على بيانات تاريخية. لذا، ربما يكون قد أنجز 80% من خطته، لكن هذا لا يعني أن المنطقة خالية من حزب الله بنسبة 80%"."
وأضافت الصحيفة، "إن التناقض بين كيفية تعريف الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي لمنطقة منزوعة السلاح بالكامل يعني أن ادعاءات الأول بإكمال العملية من المرجح أن تُقابل بتشكك عميق. وأضاف المسؤول "إذا أعلن الجيش اللبناني أن المنطقة نظيفة بنسبة 100% بحلول 31 كانون الأول، فلن نقبل ذلك ما لم يعالجوا أيضاً البنية التحتية الخاصة، وهو المكان الذي يكمن فيه التهديد الحقيقي". وفي الأشهر الأخيرة، يبدو أن عملية نزع السلاح تباطأت، حيث أفادت التقارير أن الجيش اللبناني استخدم ترسانته المتفجرة بالكامل لتدمير مخابئ أسلحة حزب الله. وتقول إسرائيل إنها رصدت جهودا متزايدة من جانب حزب الله لتهريب الأسلحة إلى لبنان من سوريا وإعادة بناء قدراته في مختلف أنحاء البلاد، وخاصة شمال نهر الليطاني".
وبحسب الصحيفة، "صعد الجيش الإسرائيلي هجماته على الحزب بشكل كبير، حيث شن ضربات يومية في مختلف أنحاء لبنان، وهو ما قوبل بالغضب في بيروت. وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه اغتال 370 عنصراً من حزب الله خلال وقف إطلاق النار المستمر منذ عام. وفي الأسبوع الماضي، أدت غارة جوية إسرائيلية إلى اغتيال القائد العسكري لحزب الله، هيثم علي طباطبائي، في بيروت، وهي الخطوة التي اعتبرت بمثابة رسالة إلى الحكومة اللبنانية مفادها أن صبر إسرائيل بدأ ينفد. وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تامير هايمان، للصحيفة إن هناك "فرصة ضئيلة" منذ البداية لنجاح الجيش اللبناني في "المهمة المستحيلة" المتمثلة في نزع سلاح حزب الله. وقال هايمان إن الحكومة اللبنانية فقدت دافعها لنزع سلاح حزب الله في وقت ما من شهر آب، مشيرا إلى أن هناك الآن "تعاونا متزايدا وراء الكواليس" بين الجانبين".
وتابعت الصحيفة، "قال هايمان إن "الحكومة تخشى من قوة حزب الله وترى في الحرب الأهلية التهديد الوجودي الوحيد للبنان"، وأضاف أن إيران تقوم بتحويل "مبالغ كبيرة من المال" إلى الحزب، وأن الممثل الخاص لقوة القدس الإيرانية في لبنان يعمل علناً من بيروت للمساعدة في إعادة تنظيمه. وتشكك ساريت زهافي، مؤسسة ورئيسة مركز "ألما" للأبحاث والتعليم المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل في شمال البلاد، أيضاً في جهود نزع السلاح التي تبذلها لبنان. وقال: "كم صورة نشرها الجيش اللبناني للصواريخ التي صادرها؟ قليلة جدًا، مقارنةً بالكم الهائل من مقاطع الفيديو للأسلحة التي صادرها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب". وتابعت: "الجيش اللبناني لا يفتش المنازل منزلًا منزلًا، ولا يدخل الأراضي الخاصة. النتيجة واضحة، ولذلك يجدون كميات أقل بكثير". وأضافت "نريد أن نرى دليلاً من أجل إعادة بناء الثقة بأن الجيش اللبناني يقوم بشيء صحيح". وقالت زهافي إن موقف الحكومة اللبنانية تجاه حزب الله يجب أن "يتغير بشكل كامل"."
وأضافت الصحيفة، "قالت زهافي: "لا تزال الحكومة اللبنانية تنتظر من الجميع أن يفعلوا شيئًا، من الولايات المتحدة أن تُمدّها بالأموال، ومن إسرائيل أن تقصف حزب الله. إنهم غير مستعدين للاشتباك العنيف مع الحزب". . أما بالنسبة للمستقبل، فيعتقد هايمان أن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يحدث "تصعيد كبير" بين حزب الله وإسرائيل. وقال "أستطيع أن أرى الفائدة العملياتية للحملة الجوية الواسعة النطاق في تعزيز الإجراءات السياسية والدافع الدبلوماسي للحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله". وأضاف: "السؤال هو، ما الذي سيختلف بعد التصعيد الثاني؟"







0 تعليق