تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير فاخر فاخر، أحد أعمدة الفن في الزمن الجميل، وصاحب الحضور الاستثنائي في السينما والمسرح العربيين، فقد استطاع خلال مسيرته الطويلة أن يثبت نفسه كأحد أكثر الفنانين قدرة على تجسيد الشخصيات المركّبة، وأن يضيف إلى كل عمل يشارك فيه ثقلًا فنيًا لا يخطئه المتابع، كان فاخر فاخر ممثلًا من الطراز الرفيع، يجمع بين الوقار والعمق والصدق، ويُعدّ من روّاد الأدوار الدرامية التي رسخت في ذاكرة الجمهور.
ذكرى وفاة فاخر فاخر
ارتبط الجمهور بأعماله التي لا تزال تُعرض حتى اليوم، وشكّلت بصمة مميزة في تاريخ السينما المصرية خلال الخمسينيات والستينيات، حيث قدّم عشرات الأدوار التي تنوّعت بين التاريخي والاجتماعي والإنساني، وامتلك قدرة نادرة على التلوّن الفني دون أن يفقد هويته الخاصة، كان حضورُه على الشاشة كافيًا ليمنح العمل قيمة إضافية، وهو ما جعله من أكثر الفنانين احترامًا وتقديرًا بين أبناء جيله.
ورغم مكانته الفنية الكبيرة، فإن رحيله جاء صادمًا وهادئًا في الوقت نفسه، فقد روت ابنته الفنانة هالة فاخر في لقاءات سابقة تفاصيل الأيام الأخيرة في حياته، مؤكدة أنه ظل يعمل بإصرار رغم مرض القلب الذي لازمَه لفترة طويلة.
أخر لحظات فاخر فاخر
وقالت هالة فاخر في لقاء سابق لها رصده موقع تحيا مصر: كان بيصور في فيلم المماليك.. رجع ونام واتوفى في البيت على سريره، كان عنده القلب وعمل قلب مفتوح في لندن، وبعد ما العملية نجحت قالوله هتشتغل 4 ساعات بس في اليوم، وده مكانش ينفع لأنه كان بيشتغل مسرح، مكانش بيحب يرقد ولا يقول إنه تعبان رغم إحساسه بالتعب.
وتتابع بكلمات يختلط فيها الحنين بالألم: مات على غفلة.. واتكسرت من بعده لأنه كان السند والضهر الحقيقي.. وكنت مقربة له بطريقة غير طبيعية، هكذا رحل الفنان الكبير في هدوء يشبه طبيعته المتواضعة، وبينما كان قريبًا من عائلته حتى اللحظة الأخيرة.
معاقبة فاخر فاخر لابنته
ولم تخلُ ذكريات هالة فاخر مع والدها من المواقف الإنسانية التي شكّلت شخصيتها، تحكي عن أحد هذه المواقف الذي ترك أثرًا بالغًا في حياتها حين قالت إنها ذات مرة رفضت تناول صنف من الطعام، فقرّر والدها أن يلقّنها درسًا لن تنساه: قالولي كانوا عاملين كوسة وقلت مبحبهاش، فبابا قال ادخلي أوضتك وأنا هجيبلك حاجة بتحبيها، ولما دخلت قفل الباب من برا بالمفتاح لحد ما اتغدى ونام بعد الضهر ونزل راح المسرح، وأنا جوا لا مية ولا أكل، وبعد كده بقيت آكل أي حاجة، هذا الموقف يكشف جانبًا آخر من شخصية فاخر فاخر، الأب الحازم الذي أراد لابنته أن تتعلم الصبر والاعتماد على النفس.
















0 تعليق