اتهمت صحيفة “فلسطين كورنيكل”، مساء الجمعة، مركز التنسيق المدني-العسكري (CMCC) الخاص بغزة بالضعف أمام دولة الاحتلال، مشيرة إلى أن عمله داخل الأراضي الإسرائيلية وتحت إشراف تل أبيب جعله غير قادر على الضغط على دولة الاحتلال للالتزام بأي من المبادئ الرئيسية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت الصحيفة في تقرير موسع أن المركز "يُستغل الآن لتبرير عرقلة إسرائيل للمساعدات الإنسانية"، رغم إعلان القيادة المركزية الأمريكية أن المركز، الذي يقوده الأمريكيون لتنفيذ خطة دونالد ترامب للسلام، "توسع ليشمل ممثلين من 50 دولة شريكة ومنظمة دولية".
توسع المركز وتحركاته على الأرض
وأُنشئ المركز، ومقره كريات جات الإسرائيلية شمال شرق غزة، بعد خمسة أيام من توقيع قادة العالم في شرم الشيخ على اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية بين تل أبيب وحركة المقاومة الفلسطينية حماس.
وصرح الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية في بيان اليوم الجمعة، بأن المركز "سهل حركة أكثر من 24 ألف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى غزة خلال الأسابيع الخمسة الماضية، مع العمل على فتح طرق إضافية لتوصيل وتوزيع السلع والمساعدات اللازمة".
وأوضح السفير ستيفن فاجن، المسؤول عن قيادة المركز إلى جانب الفريق باتريك فرانك، أن المركز يجمع "مجموعة متنوعة من الجهات المعنية - بما في ذلك الجيش الإسرائيلي، ومكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، والجيش والمدنيون الأمريكيون، والجيش والمدنيون من الدول الشريكة، ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية"، ما يجعله "في موقع فريد لضمان نجاح جهود المساعدة الإنسانية".
انتقادات لمؤسسة غزة الإنسانية ونقص المساعدات
ومنذ إنشاء المركز، أوقفت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، والتي أشرفت على أربعة مواقع على الأقل لتوزيع المساعدات في القطاع، عملياتها. وقد استشهد ما يقرب من 3000 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، كانوا يسعون للحصول على مساعدات، في مواقع القصف أو بالقرب منها منذ مايو من هذا العام.
وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة GHF، جون أكري، أن نموذج المؤسسة يجري اعتماده وتوسيعه من قبل مركز التنسيق المشترك ومنظمات دولية أخرى بعد أسابيع من المحادثات. إلا أن دولة الاحتلال لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، فيما شنت هجمات شبه يومية أسفرت عن استشهاد 342 فلسطينيًا على الأقل منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
طبيعة عمل المركز ودعمه المعلن
وفي بيانها اليوم، صرحت القيادة المركزية الأمريكية أن المركز صُمم "لدعم جهود الاستقرار"، وأن "العسكريين الأمريكيين لن ينتشروا في غزة، بل سيساعدون في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية من نظرائهم الدوليين إلى غزة".
ومع ذلك، وفق "فلسطين كورنيكل" يشير خبراء وحقوقيون إلى أن طبيعة عمل المركز داخل الأراضي الإسرائيلية تجعله عاجزًا عن محاسبة دولة الاحتلال أو الضغط عليها لضمان إيصال المساعدات بشكل كامل، وهو ما يعكس هشاشة المركز على أرض الواقع.
















0 تعليق