نعيمة الصغير… امرأة صنعت حضورها بالقوة وحفرت اسمها في ذاكرة السينما

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هناك ممثلات لا يحتاجن إلى البطولة ليصبحن علامات فنية؛ يكفي أن يظهرن للحظات، لتظل حضورهن خالدًا في وجدان الجمهور. من بين هؤلاء، تبرز نعيمة الصغير، التي حولت صوتها إلى توقيع، وملامحها إلى مدرسة، وأدوارها القصيرة إلى شخصيات لا تُنسى.

بداية من الطرب… ثم التحوّل

بدأت نعيمة الصغير مسيرتها الفنية كمطربة، بصوت رقيق وملامح هادئة، وظهرت على المسرح وفي السينما بأدوار صغيرة. لكن حادثة تسمم أثّرت على أحبالها الصوتية، فتحول صوتها من الرقة إلى جهارة، ومن النعومة إلى قوة استثنائية أدهشت الجميع.

صوت أصبح توقيعًا فنيًا

جهارة صوتها جعلت كل كلمة تقولها تحفر اسمها في ذاكرة من يسمعها. كان مثاليًا لأدوار الشر والأم القاسية والمرأة المتسلطة، وفي الوقت نفسه، قادرًا على تقديم كوميديا فريدة لا يشبهها فيها أحد.

حضور يترك أثرًا بلا بطولة

لم تسعَ نعيمة إلى أدوار البطولة، بل إلى الشخصيات التي تستولي على المشهد بحضورها. شخصيتها الشهيرة “الكتعة” في فيلم العفاريت مثال على الرهبة والكاريزما، التي تجعل الجمهور مترقبًا كل حركة وصوت، فتتحول كل لحظة على الشاشة إلى علامة لا تُنسى.

فنّها في السينما والإعلانات

قدمت مئات الأعمال السينمائية، وتركت بصمتها أيضًا في إعلان شوربة الدجاج “كوين” بجملتها الشهيرة:
“أنا مش تخينة مع شوربة كوين”
إعلان بقي في ذاكرة جيل كامل، يعكس حضورها الشعبي وأثرها المستمر.

قوة الشخصية خلف بساطة الإنسان

ورغم صرامة أدوارها، كانت نعيمة الصغير هادئة وبسيطة، محبة لعملها، وعاشت بعيدًا عن الأضواء، ورحلت عام 1991 بهدوء يعكس طبيعتها الرصينة.

إرث خالد

لم تكن نجمة بوسترات أو صاحبة ضجيج إعلامي، لكنها كانت حضورًا فنيًا حقيقيًا، صنعت تاريخها بموهبة واضحة، وصوت لا يُنسى، وشخصيات محفورة في ذاكرة السينما المصرية.

نعيمة الصغير…
اسم لا يحتاج إلى ألقاب. امرأة جعلت من الاختلاف قوة، ومن الصوت علامة، ومن التمثيل بصمة لا تتكرّر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق