أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن مصر ماضية بثبات في دعم كل المبادرات الهادفة إلى تعزيز أمن القارة الإفريقية وترسيخ استقرارها، انطلاقًا من رؤية واضحة تعتبر أن أمن إفريقيا جزء أصيل من أمن مصر والمنطقة والعالم.
مصر ماضية بثبات في دعم كل المبادرات الهادفة إلى تعزيز أمن القارة الإفريقية
وشدد على أن أزمات القارة تكشف بوضوح حجم الترابط بين الأمن الإفريقي ونظيره الأوروبي، ما يجعل التعاون بين الجانبين ضرورة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وجاءت تصريحات مدبولي خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي في جلسة “السلم والأمن والحوكمة والتعددية” ضمن فعاليات القمة السابعة للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي المنعقدة في لواندا بأنجولا، بمشاركة كبار القادة والمسؤولين من القارتين، وبحضور وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي والسفيرة نيفين الحسيني.
وفي مستهل كلمته، نقل مدبولي تحيات الرئيس السيسي، مشيدًا بالدور القيادي لأنجولا واستضافتها للقمة التي تستكمل مسارًا بدأ منذ أول اجتماع في القاهرة قبل ربع قرن، بهدف دعم الأمن والتنمية وإقامة نظام دولي أكثر عدالة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الاتحاد الإفريقي قطع شوطًا مهمًا في تطوير هيكل السلم والأمن بدعم من الاتحاد الأوروبي، إلا أن الصراعات الممتدة داخل القارة لا تزال العائق الأكبر أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق أجندة 2063.
وأكد على تمسّك مصر بمبادئ الملكية الوطنية وصون مؤسسات الدول الإفريقية، وأهمية اتباع مقاربة شاملة تعالج جذور النزاعات عبر الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والصحة، وتمكين الشباب والمرأة، وتفعيل برامج الإعمار والتنمية بعد الحروب، خصوصًا من خلال مركز الاتحاد الإفريقي بالقاهرة.
كما شدد مدبولي على ضرورة إصلاح النظام الدولي المتعدد الأطراف ليصبح أكثر قدرة على الاستجابة للتحديات العالمية، مع ضمان مكانة أكبر لإفريقيا ضمن مؤسساته، مجددًا التزام مصر بالموقف الإفريقي الموحد بشأن إصلاح مجلس الأمن. ودعا الشركاء الأوروبيين إلى دعم تحولات كبرى في مؤسسات التمويل الدولية لتوفير تمويل ميسر ونقل التكنولوجيا للدول الإفريقية.
وتوقف مدبولي عند الجهود المصرية الواسعة في ملفات إقليمية معقدة، بدءًا من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مرورًا بدعم الحل السياسي في السودان وليبيا، ووصولًا إلى تعزيز الاستقرار في الصومال ومنطقة الساحل والبحر الأحمر وشرق الكونغو الديمقراطية. كما أدان الانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، مؤكدًا ضرورة الحفاظ على وحدة السودان ومؤسساته.
وفي ختام كلمته، جدد رئيس الوزراء تأكيد استعداد مصر لتوسيع التعاون مع الاتحاد الأوروبي عبر مشروعات تنموية مشتركة في إفريقيا، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات المصرية والإفريقية المعنية بحل النزاعات والتنمية وبناء السلام، ومواصلة دعم جهود القارتين نحو مستقبل أكثر استقرارًا ونماءً.













0 تعليق