أعلنت مؤسسة "الدستور"، إنتاج وعرض الفيلم الوثائقي "الفيلق المصري.. حتى لا تتوارى الحكاية" الذي يقدم واحدًا من أكثر الملفات التاريخية غموضًا وإهمالًا في الذاكرة المصرية، وهو ملف مشاركة مئات الآلاف من المصريين في الحرب العالمية الأولى تحت حكم الاحتلال البريطاني.
وثائق رسمية
الفيلم، الذي يستند إلى وثائق رسمية وشهادات خبراء، يفتح سؤالًا صادمًا ظل عالقًا لأكثر من قرن؛ هل ذهب المصريون إلى الحرب كمجندين رسميين؟ أم كعمال اختُطفوا قسرًا من قراهم لخدمة الجيش البريطاني؟
ويعتمد الفيلم على شهادات أربعة من أبرز المتخصصين في التاريخ العسكري والاجتماعي في مصر: الدكتور أشرف صبري، الذي يقدم رؤية تؤكد أن التجنيد كان رسميًا ومنظمًا وأن أفراد "فيلق العمال المصري" كانوا جزءًا من الجيش المصري برقم عسكري ودور قتالي ولوجستي واضح، الدكتور محمد أبو الغار، الذي يستند إلى الوثائق البريطانية ليكشف جانبًا آخر يقول إن معظم الفلاحين جرى اقتيادهم بالإجبار، وأن الفيلق لم يُعامل كقوة مقاتلة بل كـ"عمال حفر وبناء ونقل" تعرضوا لمعاملة قاسية.
وأيضًا شهادة الدكتور عبد الواحد النبوي، الذي يتتبع الوثائق البريطانية الخاصة بالتجنيد وتوزيع العمال، ويكشف أن عدد من جرى سوقهم إلى الجبهات قد يتجاوز مليون مصري، مع أثر اقتصادي مدمر على الريف المصري، والدكتور شكري مجاهد، الذي يقدم سردًا إنسانيًا فريدًا مستندًا إلى روايات جده الذي كان ضمن الفيلق المصري، مقدمًا شهادات مباشرة عن المعسكرات وظروف الحياة والعمل، وكيف عاش المصريون دون أحذية، وكيف تحولوا رغم القهر إلى كتلة صلبة من الصمود والإرادة..
ويسلط الفيلم الضوء على ما جرى بعد عودة الناجين إلى قراهم عام 1918، حين انفجرت موجة من الغضب الشعبي الواسع، نُهبت خلالها أقسام الشرطة وأُضرمت النيران في مراكز الإدارة والسكك الحديدية، في موجة كانت جزءًا من شرارة ثورة 1919.
ويعتمد الفيلم على أرشيف بصري نادر، وتصميم بصري يعيد إحياء المشهد التاريخي، ليقدّم تجربة رؤية جديدة لصفحة كاملة منسية في تاريخ مصر الحديث، وليعيد الاعتبار لضحايا لم يُكتب اسمهم في كتب التاريخ.














0 تعليق