شهد عام 1998 أحد الحوارات الطريفة والمعبّرة بين النجمين الكبيرين حسين فهمي وفاروق الفيشاوي، حيث تناولا خلال لقاء تلفزيوني قضية أثارت دهشة الكثير من أولياء الأمور آنذاك، وهي تغيّر لغة الشباب وظهور مفردات جديدة وغريبة على مسامع الجيل الأكبر، الحوار جاء خفيف الظل، لكنه عكس أيضًا حالة ثقافية واجتماعية كانت تتشكل بوضوح في المجتمع المصري، مع بداية توسع التكنولوجيا وازدياد تأثير الإعلام الجديد وتغيّر الذوق العام.
حسين فهمي وأبناؤه
روى الفنان حسين فهمي في اللقاء السابق الذي يرصده موقع تحيا مصر واحدة من أكثر المواقف التي فوجئ بها داخل منزله عندما قالت له ابنته في إحدى المرات: “بابي.. أنت روش أوي.” وأكد أنه لم يفهم المعنى في البداية، فوجد نفسه أمام كلمة لم يسمعها من قبل، ما جعله يشعر بأن قاموسًا لغويًا جديدًا بدأ يفرض نفسه على الجيل الذي يليه.
وأضاف فهمي أن ابنته استخدمت كلمة “ماشي” في موقف آخر أثناء الحوار معه، وهو ما أثار استغرابه، لدرجة أنه رد عليها مازحًا بقوله: “أنا بتكلم مع صنايعي؟!”، في إشارة إلى أن المفردات الجديدة لم تكن مألوفة ولا مناسبة من وجهة نظره لمنزلة التواصل داخل الأسرة.
ذهول حسين فهمي بسبب ألفاظ ابنه
وتابع حسين فهمي حديثه قائلاً إن ابنه بدوره فاجأه ذات يوم بجملة غريبة حين قال له: “اطلع من دماغي”، وهي عبارة لم يجد لها تفسيرًا سوى أنها تعبير جديد ينتمي إلى جيل مختلف تمامًا في لغته وطريقة تعبيره، وأوضح فهمي أنه شعر بأن لغة الأبناء لم تعد تشبه لغة الآباء، وأن التواصل اليومي أصبح بحاجة إلى ترجمة، رغم قرب الماضي وقصر الفاصل الزمني بين الجيلين.
فاروق الفيشاوي ونجله
من جانبه شارك الفنان الراحل فاروق الفيشاوي في نفس اللقاء بتجربة مشابهة حدثت بينه وبين ابنه أحمد، حين فوجئ بأن ابنه يصف الفنان حسين فهمي بقوله: “حسين فهمي دا ممثل حلو طحن”، وأكد الفيشاوي أنه لم يستوعب معنى كلمة “طحن” في هذا السياق، ورأى أنها من المفردات الغريبة التي بدأت تنتشر في قاموس الشباب دون سابق إنذار. وأشار إلى أنه شعر بأن اللغة تتغير أمامه “لحظة بلحظة”، وأن الأبناء أصبحوا يتعاملون بقواعد خاصة ومفردات لا يعرف أي من الكبار من أين جاءت أو كيف بدأت.
ورغم الطابع الكوميدي في حديث النجمين، فإن ما قالاه يحمل حقيقة اجتماعية عميقة، وهي أن كل جيل يكوّن لنفسه لغة خاصة تساعده في التعبير عن ذاته وفي بناء هوية تختلف عن الجيل الذي يسبقه. وبينما رأى الآباء والمشاهير أن هذه الكلمات صادمة أو غريبة، كان الشباب ينظرون إليها باعتبارها لغة عصرية أكثر خفة ومرونة وسرعة في مجتمع يتغير بسرعة كبيرة.















0 تعليق