ولدت الشيخة سكينة حسن في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، واستطاعت أن تحفر اسمها بحروف من نور في تاريخ التلاوة المصرية، بعدما حفظت كتاب الله وأتقنت أحكامه وخرج صوتها من صعيد مصر ليعبر حدود الزمان والمكان، في وقت كان صوت المرأة فيه مرفوضا وممنوعا حتى في تلاوة القرآن الكريم، بحسب تقرير برنامج "دولة التلاوة".

وبرزت سكينة حسن كأول قارئة يُذاع صوتها عبر الإذاعة المصرية، لتصبح واحدة من ألمع قارئات عصرها، وتحظى بجمهور واسع ومستمعين أوفياء، في مشهد غير مألوف آنذاك، حيث شهد لها كبار القراء بدقة الأداء وتفرد الصوت وصدق الخشوع في التلاوة.

ولم يتوقف تأثيرها عند حدود البث الإذاعي، إذ سارعت إحدى شركات التسجيل إلى توثيق تلاوتها على أسطوانات، ليظل صوتها حاضرا في البيوت المصرية كضيف كريم يملأ الأرجاء طمأنينة وسكينة.

وأكدت تجربة الشيخة سكينة حسن أن دولة التلاوة في مصر لم تكن حكرًا على الرجال فقط، بل كانت القارئات المصريات حاضرات جنبًا إلى جنب، بصوت وإبداع وبصمة خالدة لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة التاريخ.