بابا الفاتيكان: قيامة المسيح تدعونا إلى "ارتداد إيكولوجي" يعيد الإنسان إلى دوره كحارسٍ للخليقة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وجّه قداسة البابا لاون الرابع عشر، بابا الفاتيكان نداءً روحيًا وإنسانيًا قويًا، دعا فيه المؤمنين إلى النظر إلى العالم بعين متجددة تنفتح على نور قيامة المسيح.

وأكّد قداسته أن القيامة ليست حدثًا تاريخيًا مضى، بل حقيقة حيّة تُلزم الإنسان اليوم بمسؤولية بيئية وأخلاقية عميقة.

استهلّ الأب الأقدس حديثه بالإشارة إلى مشهد مريم المجدلية عندما ظنّت أن المسيح القائم هو البستاني، مبرزًا أن هذا الظن يحمل دلالة رمزية مهمّة: فالمسيح هو البستاني الحقيقي الذي يعيد للخليقة جمالها وترتيبها، ويدعو الإنسان ليكون "حارسًا للبستان" لا مدمّرًا له.

وأوضح الحبر الأعظم، أن موت وقيامة المسيح يفتحان أمام البشرية الطريق نحو استعادة "الفردوس المفقود"، ويضعان أساسًا لروحانية إيكولوجية متكاملة لا تقتصر على حلول تقنية مؤقتة، بل تمتد لتشمل أسلوب الحياة، والسياسات، والتربية، ونظرتنا اليومية إلى العالم، وحذّر من أن الإيمان يصبح مجرد كلمات إن انفصل عن الالتزام بالعناية بالخليقة، كما يصبح العلم بلا روح إذا غاب عنه بُعد الإنسان وقلبه.

وشدّد البابا على أن الارتداد الإيكولوجي ليس خيارًا ثانويًا، بل جزء جوهري من السير خلف المسيح، يبدأ بتحوّل داخلي عميق، وينعكس تضامنًا فعليًا مع الفقراء ومع الأرض التي "تئنّ تحت وطأة الجشع والاستغلال"، وأشار إلى أن ملايين الشباب والرجال والنساء حول العالم يشاركون في هذه المسيرة بعدما أصغوا بصدق لصرخة الأرض والفقراء.

وفي ختام كلمته، أكد قداسته ضرورة الانفتاح على عمل الروح القدس، الذي يفتح آذان المؤمنين لسماع من لا صوت لهم، ويمنحهم القدرة على رؤية ما يتجاوز منظورهم اليومي الضيق: ذلك "البستان"، أو "الفردوس"، الذي لا يمكن بلوغه إلا حين يقوم كل إنسان بالدور الذي أوكله الله إليه في حماية الخليقة وخدمة الإنسان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق