شهدت صادرات البرتقال المصرية خلال عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا مكّن القاهرة لأول مرة من احتلال المركز الثاني عالميًا، متقدمة على جنوب أفريقيا، ومقتربة بشكل غير مسبوق من إسبانيا التي تتصدر قائمة المصدّرين منذ سنوات طويلة.

وتعكس هذه القفزة تحسن جودة المنتج المصري والتوسع في المساحات المزروعة في دلتا ووادي النيل، ما أتاح زيادة الإنتاج وتخصيص حصص أكبر للتصدير.

وأظهرت بيانات البنك الدولي أن مصر جاءت في المرتبة الثانية بقيمة صادرات بلغت 893 مليون دولار مقابل 1.1 مليار دولار لإسبانيا، فيما حلّت جنوب أفريقيا ثالثة بـ 758 مليون دولار. كما شملت القائمة الولايات المتحدة وهولندا واليونان وأستراليا والصين وإيطاليا وتركيا.

وتشير الأرقام إلى تقلّص الفجوة بين القاهرة ومدريد، حيث صدّرت إسبانيا نحو 1.189 مليون طن من البرتقال مقابل 843 ألف طن لمصر، بفارق انخفض إلى نحو 300 ألف طن فقط.

توقعات بانتزاع مصر للصدارة عالميًا

وتتوقع مصادر في قطاع الحاصلات الزراعية أن تتصدر مصر قائمة مصدّري البرتقال خلال سنوات قليلة، مستندة إلى توسعات كبيرة في المزارع الحديثة، وتطبيق نظم الفرز والتكويد والتعبئة، بجانب ارتفاع الطلب الدولي على البرتقال المصري لجودته وسعره التنافسي.

انطلاق موسم تصدير 2025/2026 منتصف ديسمبر

وأعلنت وزارة الزراعة بدء موسم تصدير البرتقال المصري لعام 2025/2026 في 15 ديسمبر المقبل، على أن تبدأ المحطات المعتمدة في استقبال المحصول الخام مطلع الشهر نفسه لإجراء الفحص الفني والتجهيزات اللازمة.

وقال الدكتور محمد المنسي، رئيس الحجر الزراعي، إن تحديد هذه المواعيد جاء عقب مشاورات مع المجلس التصديري للحاصلات الزراعية والهيئة القومية لسلامة الغذاء، وبناءً على مؤشرات الإنتاجية وجودة المحصول.

وخلال الموسم الماضي، بلغت صادرات مصر من الموالح أكثر من 1.99 مليون طن، فيما اقتربت صادرات الموسم الحالي من مليوني طن، لتتربع على رأس قائمة الصادرات الزراعية المصرية.

اشتراطات صارمة للحفاظ على جودة الصادرات

وشدد الحجر الزراعي على التزام صارم باشتراطات التصدير لضمان استمرار الثقة في البرتقال المصري بالأسواق الدولية، وتشمل:

• عدم التصدير إلا من المزارع المكودة رسميًا.
• إجراء فحوصات شاملة للتأكد من خلوّ المحصول من المبيدات المحظورة.
• غسل وتطهير الثمار تحت إشراف متخصصين.
• فرز دقيق للأحجام قبل التعبئة وفق اشتراطات الأسواق.
• الالتزام الكامل بمعايير الدول المستوردة في ما يتعلق بالتعبئة وبقايا المبيدات والشهادات الصحية.

صناعة تصديرية واعدة

ويمثل صعود مصر للمرتبة الثانية مؤشرًا على تحول صناعة البرتقال إلى أحد أعمدة الصادرات الزراعية، وسط توقعات بأن يشهد القطاع طفرة أكبر خلال السنوات المقبلة مع استمرار التوسع في المزارع الحديثة والتقنيات الزراعية، ما يجعل القاهرة أقرب من أي وقت مضى لاعتلاء عرش صادرات البرتقال عالميًا.