تتجه الأنظار غدًا إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة رفيعة المستوى تحمل ملفات استراتيجية غير مسبوقة، من الاتفاق الدفاعي المشترك إلى صفقة طائرات F-35 الشبحية، وصولًا إلى التعاون النووي المدني في إطار اتفاقية 123.
زيارةٌ وصفتها الصحف الأمريكية بأنها “الأكثر حساسية وأهمية منذ عقد”، فيما اعتبرها محللون بمثابة مرحلة إعادة تشكيل للعلاقات السعودية–الأمريكية في ظل التوترات الإقليمية وتزايد المنافسة الدولية على النفوذ في الشرق الأوسط.
ونستعرض تقرير هام (لتحيا مصر) نرصد فيه ( اهم )القضايا المرتبطة بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن غدا ، وايضا اهم التحليلات العالمية وما نشرتة الصحف وآراء الخبراء حول هذه الزيارة وانعكاستها الإقليمية والدولية
ملفات الزيارة: ثلاثة محاور تكشف نوايا المرحلة المقبلة
التوقيت… ودلالاته الاستراتيجية
كشفت الأمريكية ومحامية الأمن القومي إيرينا تسوكرمان عن ملامح شديدة الأهمية لما سيجري تداوله خلف الأبواب المغلقة تسوكرمان فأكدت أن هذه الزيارة تتركز على ثلاثة ملفات مفصلية
الاتفاق الدفاعي المؤسسي
صفقة الـ F-35
التعاون النووي المدني
وترى أن توقيت الزيارة ليس عابرًا، بل يعكس رغبة سعودية في دفع الملفات الكبرى بعد تقدم فني في بعض الإجراءات الخاصة بطلب الطائرة الشبحية، إضافة إلى ما تشهده المنطقة من تصعيد إيراني وضغوط سياسية داخل واشنطن
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تعتبر المملكة لاعبًا محوريًا في توازنات المنطقة، خصوصًا في ظل تراجع الدور الأمريكي التقليدي في الشرق الأوسط وصعود المنافسة مع الصين وروسيا
شراكة أمنية جديدة… من التنسيق إلى “التقنين”
وتشير المحللة الأمريكية إلى أن السعودية تحمل رؤية واضحة لمرحلة جديدة من التعاون الأمني تتجاوز التنسيق التقليدي نحو اتفاق دفاعي مقنن يشمل:
الدفاع الجوي والصاروخي
حماية البنى التحتية الحيوية
التعاون السيبراني
توسيع تبادل المعلومات الاستخباراتية
وفي ذات السياق، تؤكد دوائر أمريكية أن واشنطن باتت ترى في تقنين العلاقة مع الرياض ضرورة إستراتيجية لحماية المصالح الأمريكية في الخليج، خاصة بعد التحولات التي أحدثتها حرب غزة والهجمات الإيرانية المتصاعدة
ملف الـF-35… هل يقترب الإعلان السياسي؟
صفقة معقدة بين رغبة سعودية وحسابات أمريكية
ترى تسوكرمان أن طائرات F-35 تمثل محورًا أساسيًا في تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة، ورغم تجاوز الطلب السعودي عددًا من الخطوات داخل البنتاغون، إلا أن العقبة الأساسية تبقى الكونغرس.
وتتمثل أبرز العوائق في:
ضمان “التفوق العسكري” الإسرائيلي
اشتراطات سياسية تتعلق بالتعاون الأمني
حساسية التكنولوجيا المتقدمة للطائرة
ورغم ذلك، فإن الزيارة قد تشهد إعلانًا سياسيًا مهمًا يمهّد لمسار أطول دون جدول زمني ملزم
وهو ما وصفته صحيفة وول ستريت جورنال بأنه “انفراجة صامتة” في أخطر ملفات العلاقات الدفاعية بين البلدين
ملف التطبيع… واشنطن تريد، والرياض تحدد الشروط
هل يطرحه ترامب؟
وبحسب تسوكرمان، فمن المرجح أن يطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملف التطبيع مع إسرائيل باعتباره ورقة إنجاز خارجي سريع يسعى لاستثماره سياسيًا.
لكن الموقف السعودي لا يزال ثابتًا
لا تطبيع دون خطوات واضحة تجاه الفلسطينيين
ورغم ثبات هذا الموقف، تشير التحليلات إلى أن السعودية قد تُبقي الباب مفتوحًا أمام خطوات منسقة محدودة( لا تصل) إلى (تطبيع كامل)، شرط عدم ربطها بالملفات الدفاعية والنووية، حفاظًا على استقلالية القرار السعودي
لماذا تهتم أمريكا الآن بالسعودية؟
خبراء ودوريات دولية تكشف السبب الحقيقي
وفي ذات السياق نشرت مجلة Foreign Affairs تحليلًا اعتبرت فيه السعودية “الدولة الأكثر تأثيرًا في ضبط استقرار أسواق الطاقة والجغرافيا السياسية الإقليمية”، فيما وصفت The Economist المملكة بأنها “الركيزة التي تعتمد عليها واشنطن لضمان توازن القوى أمام الصين
ويرى خبراء دوليون أن الاهتمام الأمريكي المتزايد بالسعودية سببه
دور الرياض في إنهاء النزاعات الإقليمية
تأثيرها الحاسم على أسعار النفط
صعودها كقوة اقتصادية واستثمارية عالمية
نموذجها الاقتصادي المتطور ضمن رؤية 2030
قدرتها على لعب دور الوسيط في الملفات المعقدة مثل غزة واليمن
جدير بالذكر تشير مراكز أبحاث أمريكية إلى أن واشنطن باتت تدرك أن خسارة السعودية لصالح الصين أو روسيا قد تغيّر قواعد النفوذ العالمي
غدًا… ملامح حقبة جديدة
ومع اقتراب موعد اللقاء في البيت الأبيض، يبدو واضحًا أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليست زيارة بروتوكولية، بل زيارة مفصلية قد ترسم ملامح شراكة جديدة بين الرياض وواشنطن تقوم على
المصالح الاستراتيجية المتبادلة
تثبيت إطار دفاعي مؤسسي
توسيع التعاون التكنولوجي والنووي
إعادة صياغة دور السعودية في معادلات المنطقة
وتبقى الأسئلة الكبرى مفتوحة حتى هذه اللحظة
هل سنشهد إعلانًا مفاجئًا بشأن الاتفاق الدفاعي؟
هل ستظهر انفراجة في ملف الـF-35؟
وما هو مستقبل ملف التطبيع في ضوء الموقف السعودي الثابت؟
غدًا… قد تتغير معادلات كثيرة، وقد تبدأ حقبة سياسية جديدة في العلاقات السعودية الأمريكية، حقبة تُكتب ملامحها من واشنطن… وتبرز نتائجها في الشرق الأوسط بأكمله














0 تعليق