عبدالمنعم إبراهيم.. صوت إذاعي صنع نجوميته قبل الكاميرا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مثل هذا اليوم عام 1987، رحل الفنان عبدالمنعم إبراهيم، أحد أبرز ممثلي الكوميديا في مصر، وصاحب البصمة المميزة في الأدوار الثانية وشخصيات الصديق الخفيف الظل.

عرفه الجمهور بقدرته على المزج بين الكوميديا والتراجيديا، وبأدائه الصوتي المتقن الذي صقله في الإذاعة قبل أن ينتقل إلى المسرح والسينما ويصبح واحدًا من أشهر وجوهها.

البداية من خلف الميكروفون

قبل أن يصبح "لوريل العرب" و"شارلي شابلن الشرق"، كان عبدالمنعم إبراهيم جزءًا من المدرسة الإذاعية اللامعة التي قدمها برنامج "ساعة لقلبك"، إلى جانب أسماء بارزة مثل فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي والمعلم شكل، وهناك، تعلم كيف يصنع الكوميديا بالصوت فقط، وكيف يحوّل الموقف السمعي إلى مشهد حي يضحك المستمع من دون الحاجة إلى حركة أو تعبيرات وجه.

أتقن الإلقاء، وضبط الإفيه، وامتلك سرعة الارتجال وقدرة نادرة على ابتكار شخصيات متعددة بصوت واحد. هذه المهارات التي صقلتها الإذاعة كانت لاحقًا مفتاح تألقه على المسرح والشاشة.

عبدالمنعم إبراهيم.. من الإذاعة إلى التلفزيون والسينما

بعد نجاحه الإذاعي المبكر، انتقل عبد المنعم إبراهيم إلى التلفزيون، حيث تألق في مسلسلات مثل "زينب والعرش" و"أولاد آدم"، ليبرهن على قدرته في الجمع بين الكوميديا والتراجيديا في أداء واحد.

كما انطلق في السينما ليصبح أحد أهم نجوم الأدوار الثانية، ويبرع في تشكيل شخصية الصديق الداعم للبطل، بلمسة خاصة تضمن لصوته ونبرة أدائه حضورًا لا ينسى، سواء في "إشاعة حب" أو "الزوجة 13" أو "بين القصرين".

ولم تمنعه جذوره الإذاعية من خوض البطولات، فقدم واحدًا من أشهر أفلام الكوميديا في تاريخ السينما المصرية "سر طاقية الإخفاء"، حيث لعب شخصية "عصفور" الصحفي المكافح بذكاء وخفة ظل جعلت الفيلم علامة لا تُنسى.

اللغة العربية.. بوابة أدوار جديدة لـ عبد المنعم إبراهيم

امتلاكه للفصحى التي تشكلت من أدائه الإذاعي جعله قادرًا على تقديم أدوار الشيخ والمعلم في عدد كبير من الأفلام، فقدم شخصية الشيخ عبد البر في إسماعيل يس في الأسطول، وأدوارًا مشابهة في السفيرة عزيزة وغصن الزيتون، وهذه القدرة على الإلقاء المتقن منحته مكانة مميزة بين أبناء جيله.

عبدالمنعم إبراهيم والمسرح

بدأ عبد المنعم إبراهيم حياته المسرحية في فرقة المسرح الحديث مع زكي طليمات، وشارك في مسرحيات مثل "مسمار جحا" و"ست البنات"، ثم انتقل إلى فرقة إسماعيل يس، ليقدم بعد ذلك أعمالًا مهمة مثل "معركة بورسعيد" و"الأيدي القذرة"، ورغم تألقه السينمائي، ظل المسرح والإذاعة هما القاعدتان اللتان أعادتا تشكيل حسه الفني.

عبد المنعم إبراهيم.. موهبة بأكثر من شكل وصوت

قدم عبد المنعم إبراهيم واحدًا من أشهر الأدوار النسائية في السينما المصرية من خلال شخصية "فتافيت السكر" في فيلم "سكر هانم"، كما أجاد أداء المرأة التركية في أضواء المدينة، وكان قادرًا على تخطي حدود الشكل، والاعتماد على الأداء الصوتي والحركي ليخلق كوميديا فريدة لا تشبه أحدًا.

وخلال مسيرته المليئة بالعطاء، حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983، ثم درع المسرح القومي الذهبي عام 1986، تقديرًا لدوره كأحد أعمدة الأداء الكوميدي والدرامي في مصر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق