شهد مطار رامون الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة سلسلة من عمليات نقل سكان قطاع غزة إلى وجهات دولية، في خطوة وصفها بعض المراقبين بأنها تيسير إنساني محدود.
وأكد وزير الداخلية الإسرائيلي أن هناك أكثر من 16 رحلة جوية انطلقت من المطار لنقل الغزيين إلى دول أوروبية، ما يوضح أن الأمر ليس مجرد خطة رمزية، بل نشاط فعلي متواصل.
ووفقاً لتقارير صحيفة هآرتس، تم تنظيم هذه الرحلات عبر شركة خاصة مملوكة لمواطن إسرائيلي-إستوني، حيث قامت بنقل مئات الغزيين بعد إجراء فحوصات أمنية دقيقة، تشمل التأكد من الهويات وفحص الخلفيات الأمنية.
هذه الإجراءات تهدف لضمان أن الرحلات مخصصة للحالات الإنسانية أو للسفر الرسمي، وليست للتهجير الجماعي.
الوجهات والحالات الإنسانية
شملت بعض الرحلات الوجهات الأوروبية، فيما سافر آخرون إلى جنوب أفريقيا.
وتسلط هآرتس الضوء على نقل 22 طفلاً جريحاً من غزة لتلقي العلاج في مستشفيات إيطاليا، في خطوة إنسانية استثنائية.
وفي إحدى الرحلات إلى جنوب أفريقيا، واجه بعض المسافرين مشكلات في الوثائق والتأشيرات ما أدى إلى بقائهم لساعات داخل الطائرة عند الوصول، وهو ما يعكس التعقيدات الإدارية المصاحبة لمثل هذه المبادرات.
كما أظهرت المصادر أن المغادرين عبر رامون يخضعون لتنسيق أمني مشدد قبل صعودهم على متن الطائرات، إذ تقتصر الرحلات على الأشخاص الذين تم تقييمهم أمنيًا وموافق عليهم للسفر.
هذه الإجراءات تمثل جزءاً من سياسة إسرائيل لضمان عدم استخدام المطار لأي أغراض سياسية أو أمنية غير معلنة.
ردود فلسطينية وانتقادات
رغم الطابع الإنساني لهذه الرحلات، أعربت بعض الجهات الفلسطينية عن تحفظها على استخدام المطار الإسرائيلي، معتبرة أن مثل هذه المبادرات تشكل “مكسباً إسرائيلياً” ولا تعالج مشاكل التنقل الأساسية لسكان غزة.
وتشير هذه التحفظات إلى التوتر بين الحاجة الإنسانية للمغادرة وبين الاعتبارات السياسية والأمنية.
من جهة أخرى، يرى بعض المراقبين أن هذه الرحلات، وإن كانت محدودة العدد، تمثل خطوة رمزية تسمح لسكان غزة بالحصول على العلاج أو السفر خارج القطاع، خصوصاً في حالات المرضى والجرحى.
ويعد مطار رامون حالياً أحد الطرق النادرة لمغادرة غزة جواً بعد سنوات من القيود المشددة على الحركة.
بين الرمزية والواقعية
توضح هذه التطورات أن استخدام مطار رامون لنقل الغزيين ليس مجرد خبر عابر، بل يعكس تنسيقاً دولياً وأمنياً دقيقاً بين الأطراف المختلفة، كما يبرز التحديات اللوجستية والوثائقية التي تواجه السكان الراغبين في السفر.
في الوقت نفسه، تبقى هذه المبادرات محدودة العدد، ولا تقدم حلاً دائماً لمشكلة التنقل داخل قطاع غزة، ما يفتح نقاشاً حول جدوى مثل هذه الخطوات في ظل القيود المستمرة والمخاوف السياسية.













0 تعليق