فى خطوة تهدف إلى توسيع نطاق السيطرة الميدانية، دفع الجيش السودانى بتعزيزات كبيرة إلى محاور القتال فى إقليم كردفان، مؤكدًا عزمه على تحرير جميع ولايات الإقليمين.
وأوضح الجيش السودانى أن هذا التحرك يأتى فى إطار خطة عسكرية متكاملة، تهدف إلى تعزيز الموقف القتالى وتثبيت السيطرة على الأرض، وسط استمرار المواجهات مع ميليشيا «الدعم السريع».
وحسب ما نقلته صحيفة «المشهد» السودانية عن مصادر عسكرية، فإنه قد تم توزيع القوات الجديدة، التى تشمل وحدات قتالية وآليات حديثة على عدة جبهات داخل كردفان، فيما يتواصل العمل الميدانى خلال الأيام المقبلة بهدف إحكام السيطرة على مواقع استراتيجية جديدة.
وكانت القوات المسلحة السودانية قد نفذت، أمس الأول، السبت، عملية واسعة فى ولاية شمال كردفان، تمكنت خلالها من استعادة منطقتى أم دم حاج أحمد وكازقيل، بعد معارك ضارية مع ميليشيا «الدعم السريع».
وتعد هاتان المنطقتان نقاطًا استراتيجية، لقربهما من طرق الإمداد التى تربط بين دارفور وكردفان، ما يجعل السيطرة عليهما مكسبًا ميدانيًا مهمًا فى سياق الصراع الدائر، وفق وسائل الإعلام المحلية.
ومن ناحيته، أكد قائد القوات البرية بالجيش السودانى، الفريق الركن رشاد عبدالحميد، أن العمليات لن تتوقف حتى تحرير جميع ولايات دارفور وكردفان، مشددًا على أن الجيش لن يرفع السلاح حتى القضاء التام على «الميليشيا الإرهابية».
وقال: «المواجهة الحالية لا تقتصر على متمردين محليين، بل تشمل مرتزقة أجانب مدعومين بعتاد متطور، ما يزيد من تعقيد العمليات ويضاعف من أهمية صمود القوات فى الدفاع عن سيادة البلاد ووحدتها».
وفى هذا السياق، أطلق حاكم إقليم دارفور، منى أركو مناوى، تحذيرات شديدة بشأن الوضع الإنسانى فى مدينة الفاشر، مشيرًا إلى وقوع جرائم حرب وانتهاكات واسعة على أساس عرقى.
وشدد «مناوى» على أن سقوط المدينة ترتب عليه عواقب كارثية على المدنيين ومستقبل الإقليم بأكمله، داعيًا المجتمع الدولى إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات وحماية السكان.
وتأتى التحذيرات بعد سيطرة ميليشيا «الدعم السريع» على مدينة الفاشر، فى السادس والعشرين من أكتوبر الماضى، والتى صاحبتها موجة واسعة من الانتهاكات، شملت القتل والاستهداف المباشر للمدنيين، ونهب الممتلكات، واعتقالات تعسفية، إضافة إلى تقييد حركة السكان ومنعهم من الخروج الآمن، وفق تقارير الأمم المتحدة.
ورغم الإدانات المحلية والدولية، واصلت ميليشيا «الدعم السريع» هجماتها على المنشآت الحيوية، حيث استهدفت، السبت، محطة لتكرير النفط فى ولاية النيل الأبيض بطائرة مسيرة، ما أسفر عن مقتل مهندس وإصابة أربعة آخرين، إلى جانب أضرار واسعة فى البنية التحتية للمنشأة.
وأوضحت صحيفة «الراكوبة» السودانية أن الطائرة استهدفت محطة ضخ البترول فى منطقة المخاليف على الحدود مع جنوب السودان، مسببة تدميرًا فى مرافق التشغيل الرئيسية، الأمر الذى يثير مخاوف بشأن تأثيره على عمليات الإنتاج والإمداد فى الإقليم.
وجاء الهجوم بعد يومين فقط من قصف مماثل استهدف حقل هجليج النفطى فى ولاية غرب كردفان، ما أدى إلى مقتل مهندس وإصابة اثنين آخرين، إلى جانب أضرار لحقت بالمنشآت النفطية، وهو ما يشير إلى توجيه واضح نحو استهداف البنية التحتية النفطية، بما يؤثر مباشرة على قدرات البلاد الإنتاجية وممرات الإمداد الحيوية.
وشهدت المناطق الممتدة شمال وغرب مدينة الأُبيض بشمال كردفان، خلال الأسابيع الماضية، تصاعدًا ملحوظًا فى وتيرة الاشتباكات، ما انعكس سلبًا على المدنيين من خلال موجات نزوح وانقطاع الخدمات الأساسية وتدهور الوضع الإنسانى.

















0 تعليق