كان للشاب محمد سامي محفوظ، ابن قرية دنشواي التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، حضورًا مميزًا في مسابقة دولة التلاوة بعد أن خطف قلوب المستمعين بصوته الندي وأدائه المتقن لآيات الذكر الحكيم، ليؤكد أن الجمع بين التفوق العلمي والموهبة الدينية ليس أمرًا مستحيلًا، بل يمكن أن يتكامل ليصنع نموذجًا ملهمًا لشباب جيله.
محمد، البالغ من العمر 24 عامًا، هو طالب امتياز بكلية الطب جامعة المنوفية، والأخ الأكبر لشقيقين: محمود الطالب بكلية الطب، وشقيقته التي تدرس بالصف الثالث الثانوي. منذ وفاة والده قبل عشرة أعوام، تحمل مسؤولية أسرته جنبًا إلى جنب مع والدته، التي وقفت خلف أبنائها بكل قوة وإصرار بعد رحيل رب الأسرة، ليواصلوا طريقهم نحو التفوق.
وأوضح محمد في تصريحاته للدستور، أن دراسته للطب لم تكن يومًا عائقًا أمام شغفه بتلاوة القرآن الكريم، مؤكدًا أن العلم والدين يشكلان معًا منظومة متكاملة تغذي العقل والروح في آن واحد. وأضاف أنه حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة وختمه بالتجويد، وكان دائم الارتباط بسماع الأصوات العذبة من كبار مشايخ التلاوة، وقد تأثر بشكل خاص بالشيخ مجاهد هنداوي والشيخ طه النعماني اللذين شكلا جزءًا من تطور أدائه القرآني.
وتروي والدة محمد التي تعمل مدرسه ومربية أجيال بإحدى مدارس القرية، تفاصيل رحلتها منذ وفاة زوجها عام 2015، بينما كان محمد في الصف الأول الإعدادي، قائلة إنها عقدت العزم منذ ذلك اليوم على أن تكمل رسالتها تجاه أبنائها مهما كلفها الأمر.
وأضافت أنها كرست حياتها لهم، ولم تدخر جهدًا في تربيتهم وتعليمهم، معتبرة أن تفوقهم في الدراسة ومشاركاتهم المتميزة في الهوايات والأنشطة المختلفة كان بفضل الله ثم المثابرة المستمرة داخل الأسرة.
وتختتم الأم حديثها بتمنيها أن يحقق أبناؤها أحلامهم وطموحاتهم، وأن يواصل محمد نجاحه في طريق الطب وفي عالم التلاوة، ليكون نموذجًا مشرفًا لأبناء قريته ومحافظته.












0 تعليق