"خطر كامن".. محمد الباز: الذهنية الإخوانية تسيطر على التعليم والثقافة (فيديو)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذر الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير بجريدة الدستور، من أن الخطر الحقيقي الذي يواجه الدولة المصرية اليوم لا يكمن فقط في الجماعة الإخوانية كتنظيم خرج من المشهد، بل في الذهنية الإخوانية والسلفية التي لا تزال تسيطر على مؤسسات حيوية وهامة في البلاد، وعلى رأسها التعليم والثقافة.

وشدد “الباز”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”،  أن نجاح 30 يونيو في إخراج الجماعة لن يكتمل ما لم تتم معالجة هذه السيطرة الفكرية العميقة.

وانتقد طريقة تعامل الرؤساء السابقين مع الجماعة الإرهابية، مؤكدًا أن الصدام المسلح يصب في مصلحة التنظيمات المتطرفة، مشيرًا إلى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يواجه الإخوان كما ينبغي، حيث دخل معهم في صراع مسلح، وهو ما يقويهم لا يضعفهم، لأنهم تجار أزمات وضحايا.

ووصف تعامل الرئيس الراحل حسني مبارك معهم بـ"منطق السمسار"، حيث غابت المواجهة الحقيقية للأفكار، موضحًا أن المواجهة الحقيقية للفكر بدأت بعد 30 يونيو، عندما نادى الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تجديد الخطاب الديني، وهو ليس رفاهية، بل هو ضرورة لمنع تجنيد الشباب.

ووجه نقدًا لاذعًا للطريقة التي كانت بها الدولة المصرية تساهم دون قصد في تمهيد الطريق لانخراط الشباب في الجماعات المتطرفة، معقبًا: "زمان، لما بندرس في التاريخ، أنت بتدرس الأفكار اللي الإخوان كانوا بيقولوها، الخلافة الإسلامية و.. و.. إلخ. فلما تطلع من المدرسة وتلاقي الإخوان يكلموك عن الخلافة الإسلامية، طب ما هو أنت الدولة هي اللي كانت بتجهز الناس ليدخلوا مثل هذه الجماعات".

ولفت إلى الحملات السلفية القديمة في الجامعات التي كانت تمهد لانخراط الشباب في الجماعات، مثل دعوات "الحجاب قبل الحساب"، مؤكدًا أن هذه البيئة السائدة تسمح للجماعات بالتغول، مشيدًا بالتجربة التي قادها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق في ضبط المساجد، مؤكدًا أهمية جهاز الدعوة في مواجهة الأفكار، لأن تأثير الخطيب أو معلم الدرس في الجامع أكبر من تأثير الإعلام الجماهيري.

واستشهد بحملات تنظيم الأسرة الفاشلة في الثمانينات، حيث كانت تذهب جهود الإعلانات سدى لأن الشيخ في خطبة الجمعة كان يفتي بحرمة تنظيم النسل، فيقتنع الناس بفتوى الشيخ.

وحذر من "المنابر الإلكترونية" التي أصبحت تُشكل خطرًا جديدًا، مشيرًا إلى حالات مثل الشيخ مصطفى العدوي الذي يستخدم الفيديوهات لبث أفكار متطرفة: "لو مفيش ضبط لده، فالمجتمع رايح في 60 داهية"، مشيرًا إلى "ردة" أو تراجع في السياسات التي كان يتبعها الدكتور أسامة الأزهري فيما يتعلق بضبط الدعوة والمساجد.

وكشف عن واقعة حدثت في 24 يونيو 2013 بمكتب الإرشاد، حيث كان النقاش يدور حول خيارين؛ الاستقالة والاعتذار من خلال استجابة لمطالب الشعب باستقالة محمد مرسي، والاعتذار عن الأخطاء، والتعهد بعدم المشاركة السياسية لمدة 10 سنوات (الذي كان سيؤدي إلى تفكك الجماعة بسبب خسارتهم للشعبية)، فضلا عن الصدام المسلح والدخول في صدام مع الشعب والجيش، وحدوث ضحايا، "فده يعيد إحياء الجماعة مرة أخرى".

وشدد على أن الجماعة اختارت الخيار الثاني (الصدام)، لأنها أيقنت أن الإخوان خسروا كثيرًا لما صالحوا، واحتاجوا إلى أن "الحديد بتاع الجماعة يدخل الفرن ثانيًا لينصهر"، وهو ما كان الجيش يفضله أيضًا لتجنب خداع الناس بانسحاب زائف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق