بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلالها، أقامت جمهورية أنجولا احتفالًا كبيرًا، بالعاصمة لواندا، شارك فيه السفير أبوبكر حفنى، نائب وزير الخارجية، ناقلًا تحيات وتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الدولة الشقيقة، شعبًا وحكومة، بهذه المناسبة. كما ناقش مع فيكتور ليما، وزير الدولة الأنجولى، على هامش الاحتفال، عددًا من القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، وتناول سبل تعزيز التعاون الثنائى وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص المصرى للمساهمة فى تنفيذ المشروعات التنموية فى أنجولا.
هنا، فى مصر، شارك المهندس شريف الشربينى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، فى الاحتفال، الذى أقامته السفارة الأنجولية بالقاهرة، مُقدمًا أصدق التهانى، باسم الشعب المصرى وحكومته، إلى شعب وحكومة جمهورية أنجولا، معربًا عن تطلعه إلى أن تتحول مشروعاتنا المشتركة إلى إنجازات ملموسة، تفتح آفاقًا جديدة للتعاون التنموى، وأن نكتب، معًا، فصلًا جديدًا من الشراكة القائمة، ليس فقط على المصالح المشتركة، بل على الأخوة والاحترام المتبادل والالتزام بمستقبل أفضل للشعبين الشقيقين.
تزامُن هذا الاحتفال مع مرور ٥٠ سنة على إقامة العلاقات بين البلدين، يؤكد قوة العلاقات المصرية الأنجولية التاريخية الراسخة، التى شكلت أساسًا قويًا للشراكة البناءة الحالية. وهنا، تكون الإشارة مهمة إلى أن الرئيس السيسى قام، فى ٦ يونيو ٢٠٢٣، بأول زيارة لرئيس مصرى للدولة الشقيقة، مع أن علاقاتنا الدبلوماسية معها بدأت فور استقلالها، الذى شاركتها مصر، فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، الكفاح من أجله، كما دعمتها أيضًا خلال فترة الحرب الأهلية، التى استمرت لأكثر من ٢٧ سنة.
الدولة الشقيقة، الواقعة على الساحل الغربى من جنوب وسط إفريقيا، لديها احتياطيات ضخمة من المعادن والنفط، ومنذ انتهاء الحرب الأهلية سنة ٢٠٠٢ صار اقتصادها أحد أسرع الاقتصادات الإفريقية نموًا. وعليه، حرصت دولة ٣٠ يونيو على ترجمة العلاقات السياسية المتميزة إلى مشروعات واستثمارات. وفى ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ جرى تشكيل فريق عمل مصرى أنجولى لتحديد مجالات التعاون ذات الأولوية.
اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية التى تجمع بين البلدين الشقيقين، أكدته فترة الكفاح الوطنى للشعب الأنجولى الشقيق من أجل نيل الاستقلال، التى استضافت القاهرة خلالها، تحديدًا سنة ١٩٦٥، أول مكتب إقليمى لـ«حزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا»، الذى قاد حرب الاستقلال ضد الاستعمار البرتغالى، فى إطار التزام دولة ٢٣ يوليو الثابت بالتضامن الإفريقى ودعم حركات التحرر فى القارة السمراء. وتأسيسًا على ذلك، أبرز وزير الإسكان، فى احتفال القاهرة، ومساعد وزير الخارجية، فى احتفال لواندا، التطورات الإيجابية الذى تشهدها العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، والدفعة القوية لمسار التعاون الثنائى، التى حققتها زيارة الرئيس الأنجولى جواو لورينسو للقاهرة أواخر أبريل الماضى.
زيارة الرئيس الأنجولى للقاهرة رافقه فيها وفد رفيع المستوى ضم عددًا من الوزراء وكبار المسئولين، وشهدت توقيع عدد من مذكرات التفاهم، فى العديد من المجالات، وعكست مباحثاته مع الرئيس السيسى تطابقًا فى الرؤى بشأن قضايا السلم والأمن فى القارة السمراء. وإلى جانب مناقشة فرص التعاون فى مشروع ممر «لوبيتو» الاستراتيجى، الذى يمثل محورًا واعدًا للتنمية الإفريقية، أكد الرئيس السيسى مجددًا التزام مصر بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للدولة الشقيقة، وبناء قدراتها فى قطاعات الشرطة، الدفاع، الصحة، الإعلام، السياحة، الزراعة، مكافحة الفساد، الطاقة المتجددة، تطوير مؤسسات الدولة.
مباحثات الرئيسين ناقشت، أيضًا، رؤية الرئيس «لورينسو» لرئاسة الاتحاد الإفريقى خلال السنة الجارية، وأكدت ضرورة الحفاظ على وحدة المواقف الإفريقية إزاء مختلف القضايا الدولية، كما تبادلا الرؤى إزاء عدد من القضايا القاريّة، شملت القرن الإفريقى، والسودان، والصومال، ومكافحة الإرهاب، وقضية الأمن المائى والتعاون عبر الأنهار الدولية، وكيفية منع الإجراءات الأحادية التى تثير النزاعات.
.. وتبقى الإشارة إلى أن القاهرة تستضيف خلال الشهر المقبل الدورة الأولى للجنة المشتركة المصرية الأنجولية، التى تستهدف متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين رئيسى البلدين، وتعزيز التعاون فى مجالات الصناعات الدوائية والمستحضرات الطبية والطاقة والبنية التحتية والتدريب وبناء القدرات.













0 تعليق