الجمعة 14/نوفمبر/2025 - 06:17 م 11/14/2025 6:17:20 PM
شاهدت، صبيحة اليوم، فيديو منتشرًا على «يوتيوب» يتضمن حوارًا نبيلًا بين الرئيس السيسى والدكتور سمير فرج.. تتعلم منه الأجيال معنى الامتنان واحترام الأقدمية العسكرية، وهو ما تتمايز به مدرسة الجيش المصرى العريقة فى الوطنية المصرية.
وقد قال له بتواضع النبلاء فى إحدى الفعاليات كنت قائد كتيبتى، والعين ما تعلاش عن الحاجب، وهو ما تعلمه المؤسسة العسكرية على مدار العصور لأبنائها، وذكرنى هذا الموقف النبيل بموقف رأيته بنفسى فى نادى الجلاء عام ١٩٩٥، وكنت أنتظر الفريق محمد فوزى فى إحدى قاعات النادى، وكان بالقرب منى المشير عبدالحليم أبوغزالة.. يلعب الشطرنج مع رجل كبير السن وهو قيادة عسكرية بالتأكيد لا أعرف اسمه، وحينما دخل الفريق فوزى إلى القاعة.. وقف المشير أبوغزالة وهو الأعلى فى الرتبة باعتباره مشيرًا والراحل محمد فوزى فريقًا، وقد حمل بنفسه كرسيًا ليجلس الفريق فوزى عليه، وكلاهما يتبادل التحية وعبارات المودة والاحترام، وبخاصة احترام الأقدميات.
إنها مدرسة الوطنية المصرية العريقة التى تورث لأبنائها هذه الموروثات الاخلاقية من جيل إلى جيل.
أتذكر أننى عام ٢٠١٠ سافرت إلى الأقصر حاملًا معى درع الجمعية لتسليمها للواء الدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر، وقتئذ، وذلك تكريمًا للرجل على فكر الإتاحة الذى ساد فى الأقصر ومبادرة المحافظ فى محاربة الغلاء وإتاحة السلع الغذائية والخضروات تحديدًا من الغيط للبيت، واللحوم الطازجة التى بيعت بنظام اليد الأولى دون وسطاء أو حلقات تداول، والتى جرى اختصارها فى تاجر واحد.. أتاح له المحافظ مواقع لبيع هذه السلع بأقل سعر ممكن وأعلى جودة، وفى حقيقة الأمر تعلمنا من مبادرة الدكتور سمير فرج، ونقلنا الفكرة إلى محافظات الدلتا وبخاصة الدقهلية والشرقية ودمياط والقاهرة، وقبل شهرين كنت فى زيارة للأقصر وسألت الناس فى الشارع عن المحافظ الأسبق، وجميعهم قال كلامًا عظيمًا عن المحافظ.. أحدهم قال جملة بليغة بأن المحافظ كان يضع يده فى أفواه الغلابة، وقال مواطن يعمل على عربية حنطور إنه مستفيد بشكل مباشر من شغل المحافظ، وبخاصة طريق الكباش وتطوير المناطق الأثرية، وقد اتخذ قرارًا جريئًا بفتح طريق الكباش بطول ٣ كيلو مترات تقريبًا؛ لتصبح الأقصر أكبر متحف مفتوح فى العالم.
إنها مدرسة الوطنية المصرية العريقة الأكثر غزارة فى تخريج القيادات الواعية المنتجة العاشقة لتراب الوطن وهى تورث لأبنائها هذه الموروثات الأخلاقية من جيل إلى جيل.
بارك الله فى الرئيس المتواضع النبيل الذى لم يخف أنه كان يومًا ما تحت قيادة الرجل، وبارك الدكتور سمير فرج أحد أهم المحللين العسكريين الآن.















0 تعليق