مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان يختتم أعمال دورته السنوية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اختتم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان أعمال دورته السنوية العادية الثامنة والخمسين، التي انعقدت في الصرح البطريركي في بكركي بين 10 و14 نوفمبر2025، برئاسة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وبمشاركة أصحاب الغبطة البطاركة، والمطارنة، والرؤساء العامين، والرئيسات العامات، والأمين العام للمجلس. وحضر الجلسة الافتتاحية سعادة السفير البابوي في لبنان سيادة المطران باولو بورجيا.

جاءت أعمال الدورة هذا العام تحت عنوان: «نحو كنيسة أكثر سينودسية تصغي بإيمان، وتميّز بحكمة، وتتحرّك بإلهام الروح»، وتناولت ملفات كنسية ووطنية وإنسانية كبرى، إضافة إلى التحضير الروحي والراعوي لاستقبال قداسة البابا لاون الرابع عشر في زيارته التاريخية إلى لبنان.

 

 افتتح الدورة صاحب الغبطة والنيافة رئيس المجلس بالصلاة، ثم ألقى كلمة رحّب فيها بالأعضاء الجدد وعرض الموضوع العام للدورة وهو بعنوان: «نحو كنيسة أكثر سينودسية تصغي بإيمان، وتميّز بحكمة، وتتحرّك بإلهام الروح».


وفصّل المواضيع الأخرى التي سيناقشها أعضاء المجلس، وهي: زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، نظام السياسات والإجراءات القانونيّة المختصة بحماية القاصرين والبالغين الضعفاء، والنظام الداخلي الجديد للمجلس مع آلية تنفيذه وتشكيل اللجان الأسقفية واللجان المختصة الجديدة، واحتفالية مجمع نيقيا، والجمعية العمومية لرابطة كاريتاس لبنان. وختم داعيًا إلى قرع الأجراس في جميع الكنائس والأديار الكاثوليكية في لبنان ساعة وصول قداسة البابا إلى بيروت يوم الأحد 30 تشرين الثاني وإلى إقامة ثلاثية صلاة وسجود للقربان المقدس أيام 27 و28 و29 تشرين الثاني على نية نجاح زيارة قداسة البابا، والتماس نعمة إحلال السلام العادل والدائم في لبنان وبلدان الشرق الأوسط.


ثم ألقى السفير البابوي كلمة نقل فيها تحية قداسة البابا لاون الرابع عشر وعاطفته واهتمامه بلبنان وشعبه بعبارة « السلام معكم، سلام المسيح المائت والقائم من الموت »، وهي عبارة حيّا فيها المؤمنين فور انتخابه في 8 أيار 2025. وفصّل سعادته محطات زيارة قداسة البابا إلى لبنان وشرح معانيها ورموزها طالبًا الصلاة كي تساعد هذه الزيارة على إحلال السلام في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.


وبعد كلمات الافتتاح، وجّه صاحب الغبطة والنيافة باسم المجلس برقية إلى قداسة البابا لاون الرابع عشر أطلعه فيها على أعمال الدورة طالبًا بركته الرسولية بانتظار زيارته المرتقبة إلى لبنان.
أولًا، موضوع الدورة: «نحو كنيسة أكثر سينودسية تصغي بإيمان، وتميّز بحكمة، وتتحرّك بإلهام الروح».


كما استمع أعضاء المجلس إلى مداخلة للمطران بولس روحانا قال فيها إن موضوع الدورة يندرج في مسيرة تقبّل الوثيقة الختامية لسينودس الأساقفة عن السينودالية التي صدرت في 26 تشرين الأول 2024، ووافق عليها قداسة البابا فرنسيس وسمح بنشرها ووضعها في متناول شعب الله لأنه لن يُصدر إرشادًا رسوليًا فيها وذلك لاعترافه بقيمة العمل السينودسي الذي أنجز خلال السنوات الثلاث وقد أراد بذلك أن يسلّمه من خلال الوثيقة الختامية الى شعب الله.


ثانيًا الدليل الكنسي في شأن حماية الأطفال والقاصرين والبالغين الضعفاء
 

كما استمع الآباء إلى مداخلة المطران حنا علوان رئيس اللجنة الأسقفية لحماية الأحداث والبالغين الضعفاء بعنوان: « نظام السياسات والإجراءات القانونية حيال الإدّعاءات بالاعتداء الجنسي على القاصرين والبالغين الضعفاء من قِبَل الإكليريكيين والعلمانيين الموظفين في الكنائس الكاثوليكية في لبنان »، شرح فيها النظام الكنسي بأقسامه السبعة ومواده التي يفوق عددها المائة. ثم توقّف عند مهام وصلاحيات اللجنة الأسقفية التي تعتبر المرجع المركزي الموحَّد لكل الكنائس الكاثوليكية في لبنان، وطلب من أعضاء المجلس الموافقة بالتصويت على الخطوط العريضة التالية:
ا. نظام سياسة مجلس البطاركة والأساقفة لحماية القاصرين
ب. نظام متطلّبات المسؤولية في الخدمة الكنسية ونظام قواعد السلوك الأخلاقية
ج. ضرورة إدخال برامج تثقيفية وتربوية وقائية في المؤسسات الكنسية والإكليريكيات والرهبانيات
د. أن تسلّم كل الشكاوى إلى اللجنة الأسقفية التي تهتم بحلّها أو أن يُترك الى كل رئيس كنسي أن يبتّ فيها، على أن يستعين بخدمات اللجنة الأسقفية.


ثالثًا النظام الداخلي الجديد لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان


كما استمع الآباء إلى مداخلتين للمطران ميشال عون والمطران إيلي بشاره حداد عرضا فيهما أهم التعديلات التي أُدخلت على نظام مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان والتي سبق أن نوقشت في الدورة السابعة والخمسين للمجلس، والتي أخذت في الاعتبار الوثيقة الختامية لسينودس الأساقفة عن السينودالية. وتوسّعا في شرح الهيكلية الجديدة التي تقضي بجمع اللجان السبعة عشر المنبثقة من المجلس، والتي سيطلق عليها إسم « اللجان المختصة »، بخمس لجان يطلق عليها إسم « اللجان الأسقفية ».
كلّف المجلس الهيئة التنفيذية متابعة دراسة هذا النظام بناء على الملاحظات التي وردت في المناقشةالعامة.

 احتفالية مجمع نيقيه


 شارك أعضاء المجلس في احتفالية الذكرى المئوية السابعة عشرة لمجمع نيقيه (325-2025) التي دعت إليها لجنة العلاقات المسكونية واللجنة اللاهوتية والكتابية في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بمشاركة مجلس كنائس الشرق الأوسط حول عنوان « مقاربة للاهوت مجمع نيقيه كإرث كنسي مشترك ».

 تضمّن الاحتفال في القسم الأول طاولتين مستديرتين تكلم فيهما: سيادة المطران جوزف معوض (عن العائلة الكاثوليكية) والمتروبوليت أنطونيوس الصوري (عن العائلة الأرثوذكسية) وسيادة المطران بولس سفر (عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية) والقس الدكتور جورج صبرا (عن العائلة الإنجيلية). وفي القسم الثاني شارك أعضاء المجلس بصلاة مسكونية.
 

كما عبّر أعضاء المجلس عن فرحهم العميق بالزيارة البابوية المرتقبة تحت شعار «طوبى لفاعلي السلام»، معتبرين أنها فرصة لترسيخ الوجود المسيحي ونشر سلام عادل ودائم في لبنان والشرق الأوسط.

ودعا المجلس المؤمنين إلى الاستعداد الروحي والوطني للزيارة، كي تكون مناسبة للتوبة والمصالحة وإعادة بناء لبنان "الوطن الرسالة".

أكّد الآباء تبنيهم للسينودسية كنمط حياة يقوم على الإصغاء والحوار والتمييز، معتبرين أنها تساعد في التحوّل الذهني والسلوكي وتؤسس لمسيرة جماعية تقوم على المسؤولية المشتركة والشهادة للمسيح.

 

كما أعرب المجلس عن أسفه الشديد لتردّي الأوضاع المعيشية، خاصة في الجنوب، مطالبًا الدولة بدعم المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية.

كما التزم الأعضاء بمضاعفة الجهود لمنع حرمان أي طالب من التعليم أو أي مريض من العلاج، كما وصف الآباء الواقع اللبناني بأنه يعاني أزمة هوية ورسالة، بسبب تراكم الحروب والفساد وفقدان القيم، مثمنين جهود الرئاسة والحكومة والبرلمان في الإصلاح، لكنهم أبدوا استياءهم من تباطؤ التنفيذ.

 

شدّدوا على ضرورة استثمار الدعم الدولي الراهن للبنان قبل ضياعه، معتبرين إياه فرصة نادرة.

كما عبّر الآباء عن أسفهم لسقوط الشهداء في الجنوب والبقاع نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، مجدّدين التأكيد على احترام سيادة لبنان.

شدّدوا على أن التحقيق هو "قضية وطن"، وأن تعطيله يمسّ القضاء والعدالة، داعين إلى تسهيل عمل القضاء لكشف الحقيقة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق