الدبة وقرية قرني تستقبل آلاف النازحين بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فر آلاف المدنيين من السودان من منازلهم بحثًا عن ملاذ آمن في مناطق تحت سيطرة الدولة السودانية، من أبرزها قرية قرني ومركز الدبة بولاية دارفور. 

وتشير التقارير الميدانية إلى أن قرية قرني تحولت إلى مخيم ضخم للنازحين، حيث يبيتون في العراء بلا خيام أو مأوى، ويعانون نقصًا حادًا في الغذاء والماء الصالح للشرب، ويقدّر عدد النازحين في القرية وحدها بنحو 10 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال وكبار سن، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها عمليات الدعم السريع في الفاشر، حسبما افادت صحيفة سودان تريبيون. 

الأوضاع كارثية حقيقية 

مصادر محلية وأممية أكدت أن الأوضاع في مركز الدبة، الذي استقبل جزءًا من الفارين من الفاشر، لا تقل خطورة، حيث تعتمد الأسر على مساعدات محدودة تقدّمها بعض المنظمات الإنسانية، فيما تحذر الأمم المتحدة من أن عمليات الإغاثة معرضة للتوقف ما لم يتم توفير تمويل عاجل لتلبية احتياجات النازحين الأساسية.

وقال أحد المسؤولين في منظمة إغاثية إن الوضع “ينذر بكارثة إنسانية حقيقية”، مشيرًا إلى أن نقص الخيام والأدوية والغذاء يهدد حياة آلاف المدنيين، خصوصًا الأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل وكبار السن. 

وأضاف: “مع استمرار النزوح وتدفق المزيد من الفارين من مناطق النزاع، فإن الموارد المتاحة بالكاد تكفي لتقديم الحد الأدنى من الدعم”.

وتشكل السيطرة العسكرية للميليشيا على الفاشر تحديًا إضافيًا أمام المنظمات الإنسانية، إذ تحول الخوف من الاعتداءات والعنف إلى عائق أمام وصول المساعدات إلى المستحقين. كما تشير المعلومات إلى أن الطرق المؤدية إلى المخيمات شديدة الخطورة، ما يجعل توزيع المواد الغذائية والأدوية أمرًا صعبًا للغاية.

وتشير تقديرات محلية إلى أن آلاف الأسر قد تكون في حاجة عاجلة لمساعدات إنسانية طارئة تشمل الغذاء والماء النظيف والأدوية والخيام، إضافة إلى تأمين الحماية من أعمال العنف والملاحقات التي تقوم بها ميليشيا الدعم السريع في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ويؤكد خبراء أن استمرار النزوح دون توفير دعم عاجل قد يؤدي إلى تفشي الأمراض ونقص التغذية، ما قد يحوّل الأزمة الإنسانية إلى كارثة صحية واسعة النطاق. كما يشيرون إلى ضرورة تحرك الحكومة السودانية بالتعاون مع المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات، وفرض حماية نسبية على المدنيين الفارين من ميليشيا الدعم السريع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق