أصدر رئيس جمهورية جنوب السودان، الفريق أول سلفاكير ميارديت، مساء أمس، حزمة قرارات رئاسية واسعة تضمنت تغييرات كبيرة في عدد من المناصب العليا داخل الدولة، في خطوة تعكس — بحسب مراقبين — توجهًا جديدًا نحو إعادة هيكلة مؤسسات الحكم وتعزيز الانضباط الإداري في البلاد بعد فترة من الركود السياسي والإداري.
وجاء في القرارات الرئاسية أن الرئيس سلفاكير ميارديت أعفى بنجامين بول ميل من منصبه نائبًا أول لرئيس الحزب الحاكم الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM)، ومن منصبه كنائب للرئيس، في قرار اعتبره محللون إشارة إلى توجه القيادة نحو تجديد الدماء داخل مؤسسات الحزب الحاكم وإعادة توزيع الأدوار في المرحلة المقبلة.
كما شملت القرارات إقالة محافظ البنك المركزي الدكتور أديس أبابا أوت من مهامه، وهي خطوة جاءت بعد سلسلة من التقارير التي تحدثت عن تدهور الوضع المالي وارتفاع معدلات التضخم، في ظل سعي الحكومة لإجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة تهدف إلى إنعاش العملة الوطنية وتحقيق استقرار نقدي.
وفي سياق متصل، أعفى الرئيس سيمون أكويي من منصبه كـمفوض عام لهيئة الإيرادات، وعيّن بدلًا عنه ويليام أييون كول، في إطار ما وصفته مصادر حكومية بأنه "إجراء لتصحيح المسار المالي ومكافحة التجاوزات التي شهدها القطاع الإيرادي خلال الشهور الأخيرة".
كما تضمنت القرارات تخفيض رتبة بول ميل إلى جندي، وفصله من جهاز الأمن الوطني، في خطوة اعتبرها المراقبون الأشد في سلسلة التعديلات الأخيرة، إذ تعكس رغبة الرئاسة في فرض الانضباط المؤسسي ومحاسبة القيادات الأمنية التي فقدت ثقة القيادة العليا.
وتعد هذه التغييرات جزءًا من خطة شاملة لإعادة ترتيب هياكل الحكم في جنوب السودان، خصوصًا في ظل تزايد الضغوط الداخلية والدولية على حكومة سلفاكير لإجراء إصلاحات ملموسة في المؤسسات المالية والأمنية تمهيدًا للانتخابات المقبلة.
كما تشير القرارات إلى رغبة القيادة في استعادة السيطرة على الحزب الحاكم وإعادة رسم ملامح التحالفات السياسية داخله، بما يضمن استقرار النظام وتعزيز سلطة الدولة في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتصاعدة.
ويُتوقع أن تعلن رئاسة الجمهورية خلال الأيام المقبلة تفاصيل إضافية حول الهيكلة الجديدة ومهام القيادات التي جرى تعيينها، في وقت يترقب فيه الشارع الجنوبي انعكاسات هذه التغييرات على الوضعين السياسي والاقتصادي في البلاد.
أقرأ أيضًا:

















0 تعليق