تستعد روسيا لطرح أول سندات حكومية مقوّمة بـ اليوان الصيني مطلع ديسمبر المقبل، في خطوة غير مسبوقة تعكس سعي موسكو إلى تنويع مصادر تمويلها وتخفيف الاعتماد على الدولار و اليورو، مع مواجهة عجز قياسي في الميزانية العامة جراء ارتفاع تكاليف الحرب وتراجع عائدات الطاقة.
طرح أول سندات روسية باليوان الصيني
قالت وزارة المالية الروسية في بيان اليوم الأربعاء، إنها ستبدأ في تلقي عروض المستثمرين في 2 ديسمبر 2025 على إصدارين من السندات المحلية ذات العائد الثابت والمقومة باليوان،
بآجال استحقاق تتراوح بين 3 و7 سنوات، وفترة قسيمة تبلغ 182 يومًا.
وتبلغ القيمة الاسمية لكل سند 10 آلاف يوان (نحو 1400 دولار تقريبًا).
عجز قياسي في ميزانية روسيا لعام 2025
تسعى الحكومة الروسية إلى زيادة الاقتراض المحلي في ظل ارتفاع الإنفاق العسكري وتراجع عائدات النفط، مع دخول عقوبات أميركية جديدة حيز التنفيذ.
وتتوقع الوزارة أن يبلغ عجز الميزانية هذا العام نحو 5.7 تريليون روبل (70.3 مليار دولار)، أي ما يعادل 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى مستوى منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
سندات روسية باليوان تبدأ التداول في 8 ديسمبر
وفقًا لبيان الوزارة، من المقرر أن يتم الإدراج الفني للسندات الجديدة في بورصة موسكو يوم 8 ديسمبر،
وسيكون بإمكان المستثمرين شراء السندات وتلقي المدفوعات إما باليوان الصيني أو بالروبل الروسي.
ومن المتوقع أن يشهد الطرح إقبالًا مرتفعًا، بحسب محلل شركة فريدم فاينانس غلوبال فلاديمير تشيرنوف، الذي رجّح أن يصل الطلب إلى نحو 100 مليار روبل.
تنظيم الإصدار من قبل بنوك روسية كبرى
يتولى تنظيم الطرح كل من غازبروم بنك (Gazprombank) وسبيربنك (Sberbank) وفي تي بي كابيتال تريدينغ (VTB Capital Trading).
وقال تشيرنوف في مذكرة بحثية: "إذا نجح الإصدار، فقد تُحوّل وزارة المالية هذه السندات إلى أداة منتظمة لجذب السيولة من الأسواق الآسيوية."
وأضاف أن الخطوة ستُسهم في تعزيز مكانة اليوان الصيني كعملة تسوية أساسية داخل النظام المالي الروسي.
روسيا واليوان الصيني.. شراكة مالية متنامية
كانت موسكو قد درست إصدار سندات "أو إف زي" (OFZ) باليوان منذ سنوات، قبل فرض العقوبات الغربية،
كما نفّذت بعض الشركات الروسية إصدارات ديون بالعملة الصينية خلال الفترة الماضية،
فيما يتجه البنك المركزي الروسي إلى زيادة احتياطيات اليوان ضمن مساعيه لتقليل الاعتماد على النظام المالي الغربي.
دلالة الخطوة على الاقتصاد الروسي
يرى خبراء أن لجوء روسيا إلى اليوان يمثل تحولًا استراتيجيًا في تمويل العجز الحكومي،
ويؤكد على التحالف المالي المتزايد بين موسكو وبكين،
في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الغربية،
وسعي روسيا إلى بناء نظام مالي موازٍ للدولار يعتمد على العملات الآسيوية.













0 تعليق