خالد الجندي: صيغة الاستفهام في "أكفرت" تكشف رقة الحوار القرآني وتمنع الاتهام المباشر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن دلالة بلاغية دقيقة في استخدام صيغة الاستفهام في قوله تعالى: "أكفرت بالذي خلقك من تراب..." بسورة الكهف، موضحًا أن القرآن الكريم اختار هذه الصيغة ليحافظ على رقة الحوار ويبتعد عن الاتهام المباشر.

وأوضح "الجندي" خلال تقديم برنامج "لعلهم يفقهون" المُذاع على قناة "dmc" أن الآية جاءت في سياق حوار بين مؤمن وكافر، حيث قال له صاحبه وهو يحاوره: "أكفرت..."، مستخدمًا همزة الاستفهام بدلًا من صيغة الاتهام، مثل "أنت كافر"، وذلك لتجنب الاستفزاز، وفتح باب النقاش الهادئ، مشيرًا إلى أن الاستفهام في اللغة لا يحمل اتهامًا، بل يترك مساحة للتفكير والتراجع.

وأضاف أن الفرق كبير بين أن تقول لشخص "أنت جاهل" وبين أن تسأله "هل أنت جاهل؟"، فالأولى تحمل إدانة، بينما الثانية تفتح باب الحوار، وهو ما فعله القرآن الكريم في هذا الموضع، حيث أراد أن يلفت نظر صاحبه إلى خطورة موقفه دون أن يغلق باب التوبة أو يجرحه.

وتابع الجندي: "القرآن الكريم استخدم أسلوبًا نفسيًا راقيًا، فبدأ بسؤال رقيق: أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجل؟، ليذكره بأصل خلقه، وبالمعجزة الإلهية التي تكمن في تكوين الإنسان، من البصر إلى الحركة إلى الجلد، وكل جهاز في جسده".

وأكد أن الحوار القرآني لا يهدف إلى الإدانة، بل إلى الهداية، وأن اختيار صيغة الاستفهام في هذا الموضع يعكس بلاغة القرآن في مخاطبة النفس البشرية بلين ورحمة، مشيرًا إلى أن صيغة الاستفهام لا تحمل الاتهام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق