كشف الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن وجه من أوجه الإعجاز القرآني في رسم كلمة "صاحبه" الواردة في سورة الكهف، وتحديدًا في الآيتين 34 و37، مشيرًا إلى أن اختلاف رسم الكلمة بين وجود الألف وعدمها يعكس حالة نفسية وروحية بين المتحاورين.
وأوضح "الجندي" خلال تقديم برنامج "لعلهم يفقهون" المُذاع على قناة "dmc" أن الآية الأولى تقول: "فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ"، حيث وردت كلمة "صاحبه" بدون ألف، وهو ما يعكس حالة من الألفة والتقارب بين الرجلين، إذ لم يكن بينهما خلاف، بل كانا في حالة ودية، يتحدثان ويتشاركان الحديث دون نزاع.
أما في الآية الثانية: "قال له صاحبه وهو يحاوره: أكفرت بالذي خلقك..."، فقد وردت الكلمة بألف صريحة، وهو ما اعتبره الجندي دلالة على وجود خلاف فكري وعقائدي بين الطرفين، حيث أحدهما كفر، والآخر مؤمن، مما أوجد حالة من التباين والانفصال النفسي، فجاءت الألف لتكون "الفارقة" بين الحالتين.
وأضاف الجندي أن هذا النمط من الرسم القرآني ليس عشوائيًا، بل يتكرر في مواضع أخرى، مثل قوله تعالى في سورة التوبة: "إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"، حيث وردت الكلمة بدون ألف، في إشارة إلى حالة التلاحم بين النبي محمد ﷺ وسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه داخل الغار، مؤكدًا أن غياب الألف يعكس وحدة المشاعر والموقف.
وتابع الجندي: "سبحان من هذا كلامه"، داعيًا المتابعين إلى تدبر رسم القرآن الكريم، وعدم الاكتفاء بقراءته دون تأمل، لما فيه من معجزات لغوية وبصرية تعكس عمق المعنى وبلاغة التعبير.











0 تعليق