أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، اليوم الأربعاء، عن أنها شرعت في تطبيق إجراءات أمنية غير مسبوقة تهدف إلى إحكام السيطرة على كل المنافذ الحدودية، بالتزامن مع تكثيف غاراته الجوية على تمركزات ميليشيا الدعم السريع في إقليم كردفان، الذي يتألف من ثلاث ولايات.
وأكدت القيادة في البيان الذي نقلته وسائل الإعلام المحلية، أن أي تحركات مشبوهة أو غير مصرح بها على طول الشريط الحدودي ستُعتبر أهدافًا مشروعة.
وأوضحت أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة استراتيجية لتعزيز هيبة الدولة وحماية السيادة الوطنية، وتشمل محاور رئيسية أبرزها، مكافحة التهريب بجميع أشكاله، ووقف تدفق السلع والأسلحة عبر الحدود، وقطع مصادر التمويل عن المجموعات الخارجة عن القانون.
كما أكدت أن هذه الإجراءات تمثل جزءًا من جهود متصاعدة لإعادة الانضباط الأمني وتعزيز الاستقرار، مشددة على أن حماية الحدود تعد أولوية قصوى في المرحلة الراهنة.
غارات جوية على مواقع مليشيا الدعم السريع في كردفان
وتأتي هذه الإجراءت في وقت شن الجيش ضربات جوية في شمال وغرب كردفان، حيث أفادت صحيفة المشهد السودانية، نقلًا عن مصادر ميدانية بتنفيذ الجيش غارات جوية مركزة على رتل من سيارات تابعة لميليشيا الدعم السريع في منطقة أم كريدم غرب مدينة بارا بولاية شمال كردفان، ما أدى إلى تدمير عدد من العربات القتالية.
وفي تطور متزامن، استهدفت الطيران الحربي عربات قتالية لميليشيا الدعم السريع بمحلية ود بندة في ولاية غرب كردفان، ضمن سلسلة عمليات عسكرية تهدف إلى إضعاف القدرات الميدانية للمليشيا.
وكانت ميليشيا الدعم السريع أعلنت عن أنها تحشد لمهاجمة مدينة بابنوسة المحاصرة في غرب كردفان، في حين يعتزم الجيش السوداني مواصلة العمليات العسكرية باتجاه دارفور.
وقالت الميليشيا في مقطع مصور عبر قناتها على تطبيق تليجرام إنها تدفع بحشود وصفتها بالضخمة من قواتها صوب مدينة بابنوسة، وذلك للسيطرة على الفرقة الـ22 التابعة للجيش.
وفي دافور، صرح الفريق ياسر العطا مساعد قائد الجيش بأن القائد العام للجيش عبدالفتاح البرهان أمر بالتقدم نحو دارفور، استجابة لإرادة الشعب ومؤسسته العسكرية.
وشدد العطا على أن الجيش ليس داعيًا للحرب، بل يعمل من أجل أمن الوطن وسلامته في مختلف المناطق.
وكشف العطا عن وجود تآمر من قوى إقليمية ودولية يستهدف نهب موارد القارة الإفريقية، مشددًا على أن عزيمة الشباب السوداني ووحدة المؤسسة العسكرية قادرة على إفشال هذه المخططات.
وأشار إلى أنه يتابع شخصيًا سير العمليات العسكرية في إقليم دارفور، حتى تتم استعادة الأمان في مناطق مثل الطينة، كلبس، الجنينة، وأم دخن، مؤكدًا أن الجيش ماض في خطته لإعادة الاستقرار إلى الإقليم.
تحذيرات أممية من تصعيد جديد
وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، قد حذر الجمعة الماضية، من "استعدادات واضحة" لجولات قتال جديدة في السودان، ولا سيما في كردفان، المنطقة الاستراتيجية الواقعة بين العاصمة الخرطوم التي يسيطر عليها الجيش، وإقليم دارفور الخاضع لسيطرة ميليشيا الدعم السريع.
وقال تورك في بيان: "لا توجد أي مؤشرات على احتواء التصعيد، بل تشير التطورات الميدانية بوضوح إلى استعدادات لتكثيف الأعمال العسكرية، مع ما يترتب على ذلك من آثار مدمرة على السكان الذين أنهكتهم المعاناة".








0 تعليق