عاصفة داخل حزب العمال البريطاني.. كير ستارمر يواجه "شبح الانقلاب" وسط انهيار شعبية حزبه

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتصاعد في لندن موجة من التكهنات السياسية حول مستقبل رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب العمال كير ستارمر، عقب تراجع حاد في شعبية حزبه، وسط حديث متزايد داخل الأوساط الحزبية عن وجوه بديلة قد تتولى القيادة في المرحلة المقبلة.

ووفقًا لصحيفة ذا إندبندنت وعدة وسائل إعلام بريطانية، تتزايد المخاوف من اهتزاز موقع "ستارمر" خلال الأشهر القادمة، خصوصًا بعد إعلان الموازنة المرتقب هذا الشهر أو عقب الانتخابات المحلية المقررة في مايو المقبل.

داونينغ ستريت تقلل من "الضجيج السياسي"

مصادر حكومية في "داونينغ ستريت" وصفت هذه الأحاديث بأنها "مبالغ فيها" و"محض تكهنات إعلامية"، مؤكدة أن الحكومة تركز على الملفات الاقتصادية والاجتماعية، وليس على "الألعاب الداخلية" داخل الحزب.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن وتيرة الشائعات تكشف عن توتر داخلي متنامٍ في صفوف حزب العمال، مع تنامي الاستياء من سياسات الحكومة، خصوصًا ما يتعلق بتقليص ميزانية الرعاية الاجتماعية والتباطؤ في إصلاح إعانات الأطفال.

أسماء مطروحة لخلافة ستارمر

وسط هذه الأجواء، برزت عدة أسماء داخل الحزب يُنظر إليها كخيارات محتملة في حال حدوث أي تغيير في القيادة، من أبرزهم:

  • جون هيلي – وزير الدفاع، ويُوصف بأنه "المرشح الآمن" والممثل لخط الاستمرارية.
  • شبانة محمود – وزيرة الداخلية، التي تتطلع – بحسب مصادر حزبية – إلى "المنصب الأعلى".
  • أنجيلا راينر – نائبة رئيس الوزراء السابقة، رغم قضايا ضريبية قد تؤخر ترشحها.
  • إد ميليباند – وزير الطاقة، الزعيم الأسبق للحزب.
  • ويس ستريتينغ – وزير الصحة، الذي تصدر المشهد الإعلامي مؤخرًا بعد تقارير عن تحركات داخلية تمهد لطموحاته المستقبلية.

ورغم نفي ستريتينغ تلك المزاعم واصفًا إياها بأنها “عارية تمامًا من الصحة”، فإن تداول اسمه بشكل متكرر يعكس اهتمامًا متزايدًا بشخصيته السياسية الصاعدة داخل الحزب.

انهيار في استطلاعات الرأي

بحسب أحدث استطلاعات الرأي، تراجع حزب العمال إلى المركز الخامس خلف حزب الخضر، مسجلًا نحو 20% فقط من نيات التصويت، في مقابل تقدم حزب الإصلاح البريطاني بأكثر من 30%.

ويُعزى هذا الانخفاض إلى غضب القاعدة الحزبية من قرارات حكومية مثيرة للجدل، أبرزها محاولة إلغاء مدفوعات وقود التدفئة الشتوية لأكثر من عشرة ملايين متقاعد، ما أدى إلى تمرد داخلي صيفي أضعف موقع القيادة.

تمرد داخلي وصعود وجوه جديدة

الأزمة بلغت ذروتها بعد فوز الوزيرة المقالة لوسي باول بمنصب نائبة رئيس الوزراء في حملة انتقدت فيها بشدة قيادة ستارمر، ما اعتبره محللون مؤشرًا على تحوّل موازين القوى داخل الحزب.

وقال مسؤول بارز في الحزب:

“يجري تداول أسماء عديدة... برز اسم جون هيلي الأسبوع الماضي، لكننا نعلم أن شبانة محمود تتطلع إلى المنصب الأعلى. أما ويس ستريتينغ، فهو يجري مناورات بالتأكيد”.

تسريبات “عبثية” ومشهد غامض قبل الموازنة

من جانبه، انتقد توم بالدوين، الصحفي السابق وكاتب سيرة ستارمر، ما وصفه بـ“التسريبات العبثية” من داخل أروقة السلطة، معتبرًا أنها “تضر بالحزب أكثر مما تخدمه”.

وكتب بالدوين على وسائل التواصل الاجتماعي:

“لا أفهم كيف يمكن لأي شخص أن يظن أن هذه التسريبات تخدم ستارمر أو الحكومة... الأمر برمته غير منطقي”.

الموازنة المقبلة.. مفترق طرق لستارمر وحزبه

تتجه الأنظار إلى الموازنة الجديدة المرتقبة نهاية الشهر الجاري، التي ستحدد ملامح المرحلة المقبلة داخل الحزب، إما بتثبيت موقع كير ستارمر في القيادة، أو بفتح الباب أمام موجة جديدة من النقاش الداخلي حول هوية الحزب وتوجهه السياسي.

ويرى مراقبون أن الأزمة الراهنة تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة حزب العمال على الموازنة بين الإصلاح الاقتصادي والحفاظ على تماسكه الداخلي، في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء رياح النقد من الداخل والخارج على حد سواء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق