استضافت سفارة السويد بالقاهرة مساء أمس الثلاثاء عرض فيلم“Hammarskjöld”، وذلك في إطار الاحتفال بمرور ثمانين عامًا على تأسيس الأمم المتحدة، وتكريمًا لإرث الدبلوماسي السويدي داغ هامرشولد، ثاني أمين عام للمنظمة والحائز على جائزة نوبل للسلام، بحضور دبلوماسيين وشخصيات عامة وإعلاميين.

احتفاء بالدبلوماسية السويدية والقيادة الأممية

رحّب السفير السويدي لدى مصر، داغ يويلين دانفلت، بالحضور وبمنسقة الأمم المتحدة المقيمة في مصر السيدة إلينا بانوفا، مؤكدًا اعتزازه باستضافة فعالية تحتفي بإحدى الشخصيات التي شكّلت علامة فارقة في تاريخ الأمم المتحدة والدبلوماسية الدولية. واختتم السفير الأمسية بتوجيه الشكر للحضور عقب عرض الفيلم.

رسائل بانوفا: القيادة الشجاعة والرؤية بعيدة المدى

في كلمتها الافتتاحية، وصفت بمنسقة الأمم المتحدة المقيمة في مصر إلينا بانوفا "داغ هامرشولد" بأنه “أحد أبرز المؤثرين في تاريخ الأمم المتحدة”، مشيرة إلى أنه كان يتمتع بقدرة فريدة على اتخاذ خطوات جديدة بثقة ورؤية بعيدة المدى دون أن يفقد إنسانيته أو مبادئه.

وقالت بانوفا: "كان يؤمن بأن الأمم المتحدة وُجدت لحماية البشرية من الجحيم، وليس لتأخذهم إلى الجنة، وهي حقيقة أبدية ما زلنا نتمسك بها اليوم. ففي عالم يواجه الحروب والكراهية، نحن بحاجة إلى قرارات شجاعة ورادة سياسية للحفاظ على قيم السلام والكرامة الإنسانية".

وأضافت أن الفيلم يُعد تذكرة بالقيادة الحكيمة والدبلوماسية الشجاعة، مشيدة بدور السويد في دعم الأمم المتحدة ومنظومتها متعددة الأطراف في عالم تتغير فيه القيم بسرعة.

رجل حمل مبادئه حتى النهاية

الفيلم السويدي “Hammarskjöld”، من إخراج Per Fly، يعرض سيرة ثاني أمين عام للأمم المتحدة، الذي تولى المنصب بين عامي 1953 و1961 قبل أن يلقى حتفه في حادث طائرة غامض أثناء مهمته في الكونغو.

تتناول الأحداث الفترة الحرجة من حياته، حين واجه صراعات الحرب الباردة وأزمات ما بعد الاستعمار في أفريقيا، محاولًا قيادة عملية سلام معقدة وسط تضارب المصالح الدولية.

يعيد الفيلم تسليط الضوء على إرث "هامرشولد" كرمزٍ للنزاهة والالتزام الإنساني، مقدّمًا مزيجًا بين السيرة السياسية والبعد الشخصي لرجل حمل على عاتقه مهمة حماية السلام العالمي.

لماذا هذا الفيلم؟

اختير فيلم Hammarskjöld تحديدًا لأنه يجسد القيم التي احتفت بها السويد والأمم المتحدة في الأمسية: القيادة الحكيمة، الشجاعة الأخلاقية، والتفاني من أجل السلام.

كما يعكس التزام السويد التاريخي بدعم الأمم المتحدة والدبلوماسية متعددة الأطراف، وهي الرسالة التي تجددت خلال الاحتفالية.