جدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان تأكيد حرص السودان على تعزيز وتطوير علاقاته مع برنامج الغذاء العالمي، مشيدًا بالدور الذي ظل البرنامج يضطلع به على مدى سنوات طويلة في دعم الجهود الإنسانية والتنموية داخل البلاد.

 جاء ذلك خلال لقائه بالمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي كارلوس كاو، بحضور وكيل وزارة الخارجية السودانية معاوية عثمان، الذي أوضح في تصريح صحفي عقب اللقاء أن الجانبين بحثا سبل تعزيز التعاون الإنساني في ظل الأوضاع المعقدة التي تمر بها البلاد، وفق وكالة رويترز. 

مراعاة برنامج الغذاء العالمي 

وأشار وكيل الخارجية إلى أن البرهان أكد خلال اللقاء ضرورة مراعاة برنامج الغذاء العالمي لاعتبارات السيادة الوطنية ومتطلبات الأمن القومي السوداني في كافة أنشطته وعملياته داخل السودان، موضحًا أن الحكومة تسعى إلى ضمان أن يتم تنفيذ البرامج الإنسانية بما يتوافق مع أولويات الدولة، وبما يحفظ استقلال القرار الوطني دون أي تدخل خارجي في شؤون البلاد.

وأوضح معاوية عثمان، أن اللقاء تناول كذلك القضايا المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالحرب، خصوصًا في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأبيض، حيث شدد البرهان على أهمية التنسيق الكامل بين الجهات الحكومية وبرنامج الغذاء العالمي لضمان وصول الإغاثة إلى مستحقيها بصورة شفافة وآمنة، مع منع أي استغلال للمعونات من قبل الجماعات المسلحة أو المليشيات الخارجة عن القانون.

من جانبه، عبّر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي عن تقديره للتعاون المستمر بين البرنامج والحكومة السودانية، مؤكدًا التزام المنظمة بمواصلة تقديم الدعم للسودان خلال المرحلة الراهنة التي تشهد تحديات إنسانية غير مسبوقة.

 وأوضح "كاو" أن البرنامج يسعى لتوسيع نطاق عملياته لتشمل مزيدًا من المناطق المتأثرة بالنزاعات، بالتنسيق مع السلطات السودانية، مشيرًا إلى أن السودان يمثل أحد أهم شركاء البرنامج في القارة الإفريقية.

وأكد البرهان، بحسب التصريحات الرسمية، أن الحكومة السودانية لن تدخر جهدًا في تسهيل عمل المنظمات الإنسانية الموثوقة التي تلتزم بالشفافية وتحترم القوانين السودانية، مشددًا على أن أي تجاوز للسيادة أو استغلال للعمل الإنساني لأغراض سياسية أو عسكرية سيُعد خطًا أحمر لن تقبل به الدولة. 

كما دعا البرهان المجتمع الدولي إلى دعم جهود السودان في تحقيق الأمن الغذائي وبناء قدرات مؤسساته الوطنية، مشيرًا إلى أن البلاد بحاجة إلى حلول مستدامة تتجاوز الإغاثة العاجلة نحو التنمية طويلة الأمد.

ويأتي اللقاء في وقت تتزايد فيه التحديات الإنسانية نتيجة الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف، والتي أدت إلى نزوح ملايين المواطنين وقطع الإمدادات الغذائية عن مناطق واسعة.