في واقعة جديدة تُثير القلق في الأوساط الثقافية، تعرّض المتحف الوطني في دمشق لعملية سرقة غامضة طالت ست قطع أثرية ثمينة من داخل إحدى خزائن العرض يوم الأحد الماضي، بحسب مصدر خاص لـ"الشرق".
السرقة التي نُفذت بدقة واحترافية أعادت إلى الأذهان عمليات مشابهة استهدفت متحف اللوفر الفرنسي خلال الأسابيع الماضية، في ظل تساؤلات عن أمن المتاحف العالمية ومصير تراثها الإنساني.
تفاصيل سرقة المتحف الوطني السوري
كشف المصدر أن عملية السرقة لم تتم من المستودعات الداخلية، بل من خزانة عرض داخل القسم الكلاسيكي، أحد أغنى أقسام المتحف بالمقتنيات الأثرية، مؤكدًا أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الجناة وكيفية تنفيذ العملية.
ومن المنتظر أن تُصدر المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل الحادث والقطع المسروقة.
موجة سرقات تضرب المتاحف العالمية
تأتي هذه الحادثة بعد أقل من شهرين من تعرض متحف اللوفر الفرنسي لسرقة احترافية استهدفت مجوهرات وتاجًا نادرًا من مقتنيات الملكات الفرنسيات ماري أميلي وهورتانس وماري لويز، إلى جانب الإمبراطورة أوجيني، في واقعة أثارت صدمة كبيرة في الأوساط الفنية والثقافية.
المتحف الوطني في دمشق.. مئة عام من التاريخ
يُعد المتحف الوطني السوري من أعرق المؤسسات الثقافية في الشرق الأوسط، حيث تأسس قبل أكثر من قرن، وافتُتح رسميًا عام 1936.
يضم المتحف خمسة أقسام رئيسية تشمل:
1. آثار ما قبل التاريخ
2. الآثار الشرقية القديمة
3. الآثار الكلاسيكية
4. الآثار العربية الإسلامية
5. الفن الحديث
وتُعرض القطع الأثرية وفق تسلسل زمني ومنهجي علمي يجعل المتحف مرجعًا عالميًا في دراسة حضارات المنطقة.
دمار وتهريب.. آثار سوريا في مهب الصراع
عانت الآثار السورية من دمار ونهب واسع خلال أكثر من 13 عامًا من الصراع، ما دفع السلطات إلى إغلاق المتحف الوطني سابقًا حفاظًا على المقتنيات الثمينة.
ومع إعادة افتتاحه مطلع هذا العام، كانت الآمال كبيرة في استعادة بريقه، قبل أن تأتي حادثة السرقة الأخيرة لتثير مجددًا القلق حول سلامة التراث السوري.
مشاريع لإحياء السياحة وحماية التراث
تسعى الجهات الرسمية السورية حاليًا إلى دعم القطاع السياحي والثقافي عبر مشاريع استثمارية بقيمة 1.5 مليار دولار تشمل تطوير المتاحف والمنشآت الفندقية، في وقت تشير فيه تقارير البنك الدولي إلى أن البلاد تحتاج إلى 216 مليار دولار لإعادة الإعمار بعد سنوات الحرب الطويلة.
0 تعليق