مئات الشهداء بينهم نساء وأطفال فى أعنف غارات إسرائيلية على لبنان

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلى على لبنان إلى ٥٥٨ شهيدًا، بينهم ٥٠ طفلًا و٩٤ امرأة و٤ مسعفين، و١٨٣٥ جريحًا منهم ١٦ من المسعفين ورجال الإطفاء، استقبلتهم ٥٤ مستشفى، جراء الغارات التى شنتها دولة الاحتلال، الإثنين، على كل مناطق البلاد.

وقال وزير الصحة اللبنانى، فراس الأبيض، فى مؤتمر صحفى: «إن الغارات استهدفت ١٤ مركبة إسعاف وإطفاء ومركزى إسعاف، كما استهدفت مستشفى بنت جبيل الحكومى، وهو دليل على التوحش الذى يقوم به العدو الإسرائيلى الذى لا يهاجم العزل فقط بل أيضًا المستشفيات والأطقم الصحية».

وأشار إلى أن الأرقام التى سجلتها وزارة الصحة اللبنانية وسقوط الشهداء من الأطفال والنساء يثبت أن التصريحات الإسرائيلية بشأن استهداف القوات المقاتلة كاذبة، وكل من سقطوا جراء الاعتداءات كانوا من العزل الآمنين فى منازلهم.

من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أنه استهدف مواقع أسلحة لـ«حزب الله» اللبنانى، تضمنت صواريخ كروز وقذائف ومنصات صاروخية وطائرات دون طيار، داخل منازل مدنية.

فيما رد «حزب الله» بشن هجوم صاروخى استهدف مستوطنات شمال إسرائيل، ما تسبب فى إثارة الذعر بالمنطقة، ودفع سلطات الاحتلال لإلغاء الدراسة وتعليق كل الأنشطة فى المناطق الشمالية، حسبما قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وحسب الصحيفة، فإن صافرات الإنذار دوت فى مناطق الجليل الأسفل، نتيجة تعرض المنطقة لإطلاق صواريخ من لبنان.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن «حزب الله» أطلق نحو ٩٠ صاروخًا على شمال إسرائيل فى الهجوم الأخير.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مستودعات بلدية كانت من بين المواقع التى تعرضت للقصف فى بلدة كريات شمونة، الحدودية الشمالية، واشتعلت النيران فى مبنى واحد على الأقل.

وفى الإطار نفسه، اعتبرت تقارير أمريكية أن التوترات الحالية على الحدود اللبنانية تعكس فشل الدبلوماسية الأمريكية لإيقاف آلة الحرب الوحشية الإسرائيلية، خاصة أنها تأتى قبل قليل من مرور عام كامل على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبالتزامن مع اقتراب نفاد الوقت، ورحيل الرئيس جو بايدن من البيت الأبيض، لتسود حالة من الإحباط واليأس بين كبار مستشاريه.

وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن الهجوم الشرس الذى شنته إسرائيل على «حزب الله» هو أعنف تبادل للقصف مع التنظيم اللبنانى منذ عام ٢٠٠٦، منوهة إلى أنه لا يعد فقط توسعًا كبيرًا للحرب ولكنه أيضًا توسع كبير فى الخلاف بين بايدن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

وتابعت: «مساعدو بايدن بدأوا يعترفون بأن الوقت بدأ ينفد، مع بقاء ٤ أشهر فقط قبل مغادرة الرئيس بايدن البيت الأبيض، حيث تبدو فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة (حماس) الفلسطينية أضعف من أى وقت مضى، منذ وضع بايدن خطة للاتفاق فى بداية الصيف».

وأضافت: «فى العلن، يُصر موظفو البيت الأبيض على أنهم لن يستسلموا، وأنهم يعملون بقوة من أجل وقف هذه الحرب، ولكن خلف الكواليس فإن الإحباط هو سيد الموقف، فالجميع يعلم أن كل مخططات بايدن فى الشرق الأوسط قد تحطمت على يد نتنياهو».

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمل الوحيد لبايدن هو أن توافق المملكة العربية السعودية على عقد اتفاق سلام مع إسرائيل، وأن توافق حكومة نتنياهو المتطرفة على حل الدولتين، الذى من شأنه أن يمنح الفلسطينيين وطنًا حقيقيًا ومكانًا فى المجتمع الدولى.

واستطردت: «خلف الأبواب المغلقة فى البيت الأبيض، يُدرك الجميع، وخصوصًا أعضاء فريق الأمن القومى لبايدن، أن هذه المخططات أصبحت بعيدة المنال، ولم يخفوا استياءهم من نتنياهو، وبدأوا يتحدثون فى هذا الأمر صراحةً، وهو ما انعكس فى رفض وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن زيارة إسرائيل خلال رحلته الأخيرة للشرق الأوسط، والتى اقتصرت على زيارة مصر فقط».

وأردفت: «يتساءل فريق بايدن الآن بصوت عال عما إذا كان نتنياهو استمر فى طرح شروط جديدة فى مفاوضات وقف إطلاق النار على أمل الحفاظ على ائتلافه الهش، أو البقاء فى منصبه بعيدًا عن المحكمة»، موضحة أن الخلاف بين بايدن ونتنياهو تصاعد بشدة بعد تفجير أجهزة اتصالات أعضاء «حزب الله» فى لبنان، وهو ما ظهر جليًا فى عدم إجراء أى اتصالات هاتفية بين الطرفين فى أعقاب التفجيرات.

وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن نتنياهو يُصر على ضرورة القضاء على «حزب الله»، وهو ما يراه المسئولون فى الإدارة الأمريكية أمرًا مستحيلًا، إذ سبق وفشل فى القضاء على حركة «حماس» فى غزة، والتى تُعد من فصائل المقاومة الفلسطينية ذات التسليح البدائى، بينما يعد «حزب الله» أكبر جماعة مسلحة فى الشرق الأوسط، ويمتلك صواريخ قادرة على الوصول إلى قلب إسرائيل.

من ناحية أخرى، أكد نائب المندوبة الأمريكية الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير روبرت وود، أن بلاده تكثف من مساعيها الدبلوماسية لاحتواء الأزمة الحالية فى منطقة الشرق الأوسط.

وقال «وود»، فى تصريح، أمس: «الإدارة الأمريكية تبذل كل ما فى وسعها لوقف التصعيد المستمر فى المنطقة، والتوصل إلى حل دبلوماسى بشكل عاجل».

كان مسئول كبير فى وزارة الخارجية الأمريكية قد أكد فى وقت سابق أن الولايات المتحدة لا تدعم التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله»، لافتًا إلى أن واشنطن لديها أفكار ملموسة لمنع اندلاع حرب أوسع فى المنطقة.

وفى الإطار نفسه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين»، دميترى بيسكوف، أن الضربات الإسرائيلية على لبنان قد تؤدى إلى توسعة الصراع وتهدد بزعزعة الاستقرار بشكل كامل فى الشرق الأوسط. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنك» الروسية عن بيسكوف قوله: «من الصعب الحديث عن تسوية الأوضاع فى الشرق الأوسط، وذلك لأن المسار السلمى تحتكره دولة واحدة».

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية عن إدانة موسكو الهجمات العسكرية الواسعة النطاق التى تشنها إسرائيل على لبنان، داعيةً إلى وقف فورى للأعمال القتالية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق