البيت المحمدي للتصوف ينظم مجلس شرح كتاب "نقاية العلوم"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في جوٍّ من العلم والتقوى، نظَّم البيت المحمدي للتصوف مجلسًا علميًّا فريدًا لشرح كتاب "نقاية العلوم" للإمام جلال الدين السيوطي، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، وعدد من كبار العلماء، إضافة إلى حشد من طلاب العلم ومريدي الصوفية من مختلف الأعمار والشرائح.

وقد تمَّ عقد المجلس في مقر البيت المحمدي للتصوف، الذي يُعدُّ من أهم المراكز التي تعنى بتعليم وتوجيه الشباب في مسارهم العلمي والروحاني. وبدأت الجلسة بكلمة ترحيبية من الشيخ الحبيب، الذي أكد على أهمية هذا الكتاب في تسليط الضوء على جوهر العلوم الشرعية وكيفية تصفيتها من الشوائب التي قد تطرأ على الفهم والتفسير عبر العصور.

تنقية المفاهيم الدينية

وأوضح الدكتور إبراهيم الهدهد، في كلمته الافتتاحية، أن الإمام السيوطي يعد من أعلام الفكر الإسلامي الذين جمعوا بين العلم والعمل، وأن كتاب "نقاية العلوم" يُعتبر مرجعًا مهمًّا في تنقية المفاهيم العلمية والشرعية، ويعكس سعة علم الإمام السيوطي في شتى المجالات.

كما تناول الدكتور الهدهد في حديثه كيفية أن هذا الكتاب يسهم في تصحيح المفاهيم الفقهية والعقائدية، وينقيها من الأخطاء التي قد تتراكم نتيجة لفهم غير دقيق أو تحريف في نقل النصوص. وأشار إلى أن الإمام السيوطي كان يسعى من خلال مؤلفاته إلى تجميع وإعادة ترتيب العلوم الشرعية بشكل يُسهِّل على الطلاب والمختصين تناول هذه العلوم في ظروف معقدة وعصرية.

شرح موسع للمحتوى والموضوعات

وتلا ذلك شرح مفصل من أحد العلماء المشاركين في المجلس، الذي قام بتحليل محتويات الكتاب من خلال النقاط الرئيسية التي طرحها الإمام السيوطي حول تصحيح وتصفية العلوم، بما يتماشى مع أصول الشريعة الإسلامية وتعاليم التصوف النقية، وقد أُبرزت فيه ضرورة تحقيق التوازن بين الفهم العقلي للعلم، وبين المنهج الروحي الذي يقدمه التصوف.

كما تمَّ تسليط الضوء على أهمية أن يكون طالب العلم على وعي كامل بمنهجية الإمام السيوطي في التعامل مع مختلف قضايا العلم والدين، مشيرين إلى أنه رغم كثرة تباين الآراء في بعض الأمور، إلا أن السيوطي كان دائمًا ما يدعو إلى التأصيل الديني الصحيح والعميق.

تفاعل الطلاب والمريدين

وتمَّ خلال المجلس فتح المجال للطلاب والمريدين لطرح الأسئلة والمداخلات التي أثرت النقاش، حيث عبَّر الحضور عن شغفهم العميق بفهم هذا الكتاب وأثره في حياتهم العلمية والروحية. وتمَّ تبادل الآراء والأفكار حول أهمية العودة إلى المصادر الأصلية للأديان وعدم الاقتصار على الاجتهادات الشخصية التي قد تكون مشوشة.

وفي ختام المجلس، ألقى الشيخ الحبيب كلمة ختامية شكر فيها الدكتور الهدهد وجميع المشاركين في هذا اللقاء العلمي على جهودهم الكبيرة في إحياء التراث العلمي والتصوفي. كما دعا الحضور إلى مزيد من الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتمسك بالعقلانية والتصوف الصحيح في التعامل مع قضايا الحياة والدين.

وقد تمَّ التأكيد على ضرورة استمرار مثل هذه المجالس العلمية التي تساهم في تجديد فهم الدين والعلم، من خلال اللقاءات المثمرة والندوات التي تنبني على الحوار والتعلم المتبادل.
 
يذكر أن البيت المحمدي للتصوف يعد واحدًا من أهم المراكز الصوفية في العالم الإسلامي التي تجمع بين التعليم الأكاديمي والروحاني، وتستهدف إحياء التراث العلمي في مجالات الفقه والعقيدة والتصوف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق