الإشارات الأولى فصل من أحدث كتب يوسف زيدان

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا جدوى من الجدال الدينى. كل دِين دَين يستحيل الوفاء به.

مهما حاولنا، لا حيلة تصلح لإصلاح الحقير.

الزهور ملهمة، حتى وإن نبتت بين القبور.

بعض النساء زَهْراتٌ، وبعضهن الآخر جَمْرات.. وفى قلب كل زهرةٍ، لا محالة، جمرة.

الثقافة قد تُصلح ما تفسده السياسة.

العاطلون عن الفعل وعن العمل، يُسرفون فى التمنِّى والأمل.

لا يخلو الكونُ المحيط بنا، من رموز وإشارات.

الكونُ كما أشار الشيخ الأكبر، قسمان: كون أصغر هو الإنسان، وإنسانٌ أكبر هو الأكوان المحيطة به، وهذا يقابلُ ذاك.

كثيرًا ما تُفرِّق العقائد بين الناس؛ بسبب الاستعلاء الوهمى الذى تغرسه فى نفوس المؤمنين.

إظهارُ التدين والاستعلاء به، يمسى بعد حين منصة لإطلاق قذائف الكراهية.

خيالُ الوحيد مراحُ الأحلام.

قال «بيرانديللو»: أعطنى مسرحًا أُعطك شعبًا.. وأقول: المسرحياتُ إذا كانت هزيلة وهزلية ومبتذلة، فسوف تُعطى شعبًا هو شر أمةٍ أُخرجت للناس.

الفوارق بين الُمتعيشين بالدِّين، أجمعين، هى فوارق بينهم فى الدرجة لا النوع. فحاذروا، ولا تنخدعوا.

العمل تعرّض لـ«حملة مشبوهة» بمزاعم نشره عن دار إسرائيلية

 

«هذا الكتاب لمن يعملون عقولهم ويستغنون بالإشارة عن إطناب الشروح ومترهِّل العبارات».. بهذه الكلمات وصف المفكر يوسف زيدان كتابه الجديد «الإشارات الأولى»، المقرر صدوره خلال أيام، عن دار نشر «كل شىء/ حيفا»، وفق ما أعلنه عبر حسابه الرسمى فى «فيسبوك».

ووصف الروائى الكبير «الإشارات الأولى» الواردة فى العنوان بأنها «أفكار مكثفة وخاطرات اخترقت خاطرى بعد طول تأمُّل فيما مضى من أحوالنا، وفيما يجرى حولنا. وبعضها من وحى حكمة الأوائل، وبعضها الآخر نبت بين ثنايا اللحظات الحاضرة».

وأكد «زيدان» أن كل هذه «الإشارات الأولى» مُوجزة، مضيفًا: «رأيتُ فيما يرى الناظرُ فى آثار الأولين والآخرين، أن أهم ما يبقى من تراثهم فى الوجدان العام ويعلق من بعدهم فى الذاكرة، بأكثر كثافة وتأثيرًا من مؤلفاتهم ومواقفهم ومصائر حيواتهم، هى أفكار صاغوها بذهن رائق، فجاءت فى عبارات موجزة ذات طبيعة إشارية ورمزية، تفتح آفاق التأمل فيها وتولِّد فى الأفهام ما لا ينتهى مددُه من الدلالات». وأثار الكتاب الجديد حالة كبيرة من الجدل قبل صدوره، بعد زعم الإسرائيلى إيدى كوهين بأنه «يصدر عن دار نشر إسرائيلية»، قبل أن يخرج «زيدان» وينفى ذلك، مؤكدًا أن الكتاب يصدر عن ناشر عربى يعيش فى الأرض المحتلة، واعدًا بنشر مزيد من كتبه فى طبعات خاصة داخل فلسطين، لدعم الواقع الثقافى العربى هناك، سواءً فى الأرض المحتلة «معظم فلسطين»، أو فى الأرض شِبه المحتلة «الضفة الغربية وقطاع غزّة».

قبل وصوله إلى أرفف المكتبات رسميًا، تنشر «الدستور» فصلًا من الكتاب.

 

توطئة

 

هذه الإشارات والشذرات، أفكار مكثفة وخاطرات اخترقت خاطرى بعد طول تأمُّل فيما مضى من أحوالنا، وفيما يجرى حولنا. وبعضها من وحى حكمة الأوائل، وبعضها الآخر نبت بين ثنايا اللحظات الحاضرة. وكلها مُوجزة. فقد رأيتُ فيما يرى الناظرُ فى آثار الأولين والآخرين، أن أهم ما يبقى من تراثهم فى الوجدان العام ويعلق من بعدهم فى الذاكرة، بأكثر كثافة وتأثيرًا من مؤلفاتهم ومواقفهم ومصائر حيواتهم، هى أفكار صاغوها بذهن رائق، فجاءت فى عبارات موجزة ذات طبيعة إشارية ورمزية، تفتح آفاق التأمل فيها وتولِّد فى الأفهام ما لا ينتهى مددُه من الدلالات. وكانت شذراتهم الإشارية هذه، ذات الطبيعة الرمزية، تأتى فى سياق كتاباتهم فتكون كفصوص النصوص، مثلما هو الحال فى إشارة ابن خلدون: «ينبغى علينا إعمال العقل فى الخبر» الواردة فى سياق عام هو مقدمة كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، أو إشارة علاء الدين المعروف بابن النفيس فى سياق كتابه «المختصر فى أصول علم الحديث النبوى»، حيث قال: «وأما الأخبار التى بين أيدينا الآن، فإنما نتبع فيها غالب الظن، لا العلم المحقق».

وكثيرون ممن أضاءوا تاريخ الإنسانية، جعلوا الشذرات الإشارية كتابة مفردة، تُغنى بإيجازها الموحى عن التطويل والإطناب والإسهاب. فعل ذلك من اليونانيين القدماء، هيراقليطس وبارميندس والحكيم الفاضل أبقراط فى كتابه: الفصول. وفعله من العرب والمسلمين، الحكيم الترمذى والحلاج والشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى فى «رسالة فيما لا يعول عليه»، وفى الفصل التاسع والخمسين بعد الخمسمائة من تُحفته البديعة «الفتوحات المكية». ونسجًا على ذات المنوال، جعلتُ هذا الكتاب على ذاك النسق السابق، لتتأمل محتواه على مهل، لعل العين تقع على العين وينزاح عن عقولنا وقلوبنا، ما ران عليها من الصدأ والبلادة، بسبب فيضان التفاهة وسيول السطحية التى يغص فيها واقعنا العربى المعاصر.

 

إلماح

 

الإشارة بالمعنى العام، هى تلويح من بعيد إلى معنى واسع، يلزمه التطويل الممل والإسهاب والإطناب فى العبارات الصريحة. والتلويح، بقولٍ مُجمل، هو توضيح بغير إفصاح تام، عملًا بمبدأ: تُحِبُ الحكمة أن تستتر.. وكلاهما يراهن على فطنة المتلقى ومقدرته على إدراك الكامن بين الكلمات، والمبثوث بين ثنايا الحروف.

هذه الإشارات والتلميحات، هى واردات مرَّت علىَّ كأنها لَمحاتُ البوارق، فسطرتُها سابقًا، ولاحقًا أعدتُ صياغتها حسب ما يناسب نشرها لكم فى هذا الكتاب. ولا أجد لتقديمه أفضل من عبارة الختام التى أنهى بها أبوبكر الطرطوشى كتابه «سراج الملوك» وفقًا للمخطوطة الأصلية، لا الكتاب المنشور بلا تدقيق، حيث قال رحمه الله: هذا كتابى فاكبتوا إن شئتم أنفاسه..

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق