أعلنت الحكومة الباكستانية، الجمعة، انهيار محادثات السلام مع حركة "طالبان أفغانستان"، بعد أسابيع من المفاوضات غير المباشرة التي كانت تهدف إلى تهدئة التوترات الأمنية المتصاعدة على الحدود بين البلدين.
وجاء الإعلان ليفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر الإقليمي، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين حول دعم الجماعات المسلحة وخرق الالتزامات الأمنية.
فشل الوساطة واتهامات متبادلة
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان رسمي إن "جميع محاولات الوساطة عبر القنوات الدبلوماسية والإقليمية باءت بالفشل"، مشيرة إلى أن "الجانب الأفغاني لم يُظهر الجدية المطلوبة في معالجة القضايا الأمنية التي تهدد الاستقرار على الحدود المشتركة".
من جانبها، نفت حكومة طالبان الأفغانية الاتهامات الباكستانية، مؤكدة أن إسلام آباد "تحاول تحميل الآخرين مسؤولية إخفاقاتها الداخلية"، بحسب تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية في كابل، عبد القهار بلخي.
تصاعد العمليات المسلحة على الحدود
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المناطق الحدودية بين البلدين تصاعداً في الهجمات المسلحة ضد قوات الأمن الباكستانية، والتي تُتهم مجموعات تابعة لحركة طالبان باكستان بالوقوف وراءها.
وقال مسؤول أمني باكستاني إن "الهجمات عبر الحدود زادت بنسبة 40% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة"، وهو ما وصفه بـ"نتيجة مباشرة لتراخي الحكومة الأفغانية في ضبط الحدود ومنع تسلل المقاتلين".
مخاوف من تداعيات إقليمية
يرى مراقبون أن انهيار المحادثات سيزيد من هشاشة الوضع الأمني في جنوب آسيا، خاصة مع تزايد نشاط الجماعات المتطرفة في المناطق القبلية.
ويحذر المحلل السياسي الباكستاني، طارق محمود، من أن "غياب التنسيق الأمني بين كابل وإسلام آباد سيعيد المنطقة إلى دائرة العنف التي عاشتها بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان عام 2021".
دعوات للعودة إلى الحوار
ورغم التوتر الحاد، دعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الطرفين إلى ضبط النفس واستئناف الحوار.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان إن "السلام الدائم لا يتحقق إلا عبر التفاهم المتبادل والالتزام بمكافحة الإرهاب".
وأكد مراقبون أن استمرار الأزمة دون حلول دبلوماسية قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية في باكستان نفسها، خاصة في المناطق الحدودية التي تعاني من ضعف الخدمات والبطالة وازدياد نفوذ المسلحين.
عودة العنف المسلح
انهيار محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان يعيد أجواء التوتر الأمني إلى المنطقة، ويهدد بعودة العنف المسلح عبر الحدود، في وقت تحتاج فيه الدولتان إلى التعاون أكثر من المواجهة لمواجهة التحديات المشتركة.
















0 تعليق