قال العميد سعيد قزح، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن إسرائيل لم تأتِ بجديد في سلوكها العسكري، مشيرًا إلى أن اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر 2024 لم يُحترم من جانبها، حيث استمرت الاعتداءات شبه اليومية وعمليات الاغتيال التي طالت مقاتلي حزب الله، والتي اعترفت إسرائيل مؤخرًا بأنها أسفرت عن مقتل نحو 350 عنصرًا، مع ارتفاع العدد خلال الأيام الأخيرة.

وأضاف الخبير العسكري، خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تبرر تصعيدها العسكري باتهام حزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية، وعدم التزامه ببنود الاتفاق الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.

وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية كانت قد اتخذت في جلستها بتاريخ 5 أغسطس الماضي، قرارًا واضحًا بحصرية السلاح بيد الدولة، إلا أن حزب الله، بحسب "قزح"، لا يزال يوفّر الذرائع لإسرائيل من خلال مواقفه التصعيدية، وآخرها البيان الذي أصدره مؤخرًا، والذي اعتبره "فجًا" في لهجته تجاه رئيس الجمهورية، حيث رفض فيه أن تكون الرئاسة هي الجهة المخولة بتحديد مسار التفاوض أو السياسة الخارجية، كما هاجم شريكه السياسي رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تحدث عن إمكانية التفاوض غير المباشر مع إسرائيل.

وأكد قزح، أن حزب الله يسعى لفرض إرادته وشروطه على الدولة اللبنانية ومؤسساتها، معتبرًا أن قراراته لا تنبع من الداخل اللبناني، بل تُدار من قبل الحرس الثوري الإيراني، في إطار ما وصفه بـ"تنفيذ أجندات إقليمية لا تخدم المصلحة الوطنية اللبنانية".