شهدت العلاقات اللبنانية الليبية تطورا لافتا بعد زيارة وفد رسمي ليبي رفيع المستوى إلى بيروت، وُصفت بأنها بداية مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين بعد قطيعة طويلة.
الزيارة، التي تمت مطلع نوفمبر، تمحورت حول بحث الملفات العالقة، وفي مقدمتها قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا، وملف توقيف هانيبال القذافي في لبنان.
وفد ليبي رفيع يسلم ملف التحقيقات في قضية الصدر
 ضم الوفد الليبي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، ومستشار رئيس الحكومة لشؤون العلاقات الخارجية إبراهيم بوشناف، والسفير الليبي في سوريا المكلف بمتابعة الشأن اللبناني عبد المطلب التريكي، وعددا من المستشارين في وزارتي العدل والخارجية.
واستهل الوفد لقاءاته بزيارة القاضي زاهر حمادة، المحقق العدلي في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، بحضور القاضي حسن الشامي، رئيس لجنة متابعة القضية، والقاضي جمال الحجار، المدعي العام التمييزي.
وخلال اللقاء، سلم الوفد الجانب اللبناني نسخة من ملف التحقيقات الليبية التي أنجزت خلال السنوات الماضية حول القضية.
الشامي: خطوة أولى نحو تعاون قضائي فعلي
 القاضي حسن الشامي أكد أن الملف الليبي لا يتضمن نتائج نهائية، لكنه يمثل بداية مسار تعاون قضائي جاد بين البلدين، مشيرا إلى اتفاق الطرفين على وضع آليات واضحة وسريعة لتبادل المعلومات والمستندات.
وأضاف: "ما جرى اليوم يعبر عن رغبة حقيقية من السلطات الليبية في كشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه، ويؤسس لشراكة قضائية نأمل أن تثمر نتائج ملموسة في المرحلة المقبلة".
رئيس الجمهورية اللبنانية يستقبل الوفد
 أنهى الوفد جولته بزيارة قصر بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون، بحضور عدد من المستشارين.
وبحسب سكاي نيوز فإن مصادر مطلعة وصفت اللقاء بأنه "إيجابي وبنّاء"، مشيرة إلى أن الطرفين أظهرا رغبة في تجاوز إرث الخلافات والانطلاق في مسار تعاون سياسي ودبلوماسي جديد، خاصة على المستوى القضائي.
رسالة ليبية لإعادة العلاقات إلى طبيعتها
 وزير الدولة الليبي وليد اللافي، المتحدث باسم الوفد، أكد أن الزيارة جاءت حاملة رسالة رسمية من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، تؤكد حرص ليبيا على إعادة تفعيل العلاقات مع لبنان في مختلف المجالات.
وقال اللافي للصحافة: "نحن هنا لفتح صفحة جديدة من التعاون، ووجدنا تجاوبا كبيرا من الجانب اللبناني. نحن متفائلون بأن ما بدأ اليوم سيقود إلى نتائج ملموسة قريبا".
ملف هانيبال القذافي على طريق التسوية
 من جهته، أوضح المحامي اللبناني شربل الخوري، عضو فريق الدفاع عن هانيبال القذافي، أن فريق الدفاع تقدم بطلب رسمي لإلغاء كفالة قدرها 11 مليون دولار أو تخفيضها إلى مبلغ رمزي، مع رفع قرار منع السفر عنه.
وأشار إلى أن المناخ الإيجابي الذي ساد لقاءات اليوم قد يساهم في تسريع الإفراج الكامل عن القذافي، مؤكدا أن "حرية موكلنا لا يجب أن تكون مقيدة بأي شرط".
تحليل قضائي: مؤشرات لإنهاء ملفين شائكَيْن
 المحلل في الشؤون القضائية يوسف دياب رأى أن الزيارة تحمل ثلاث دلالات أساسية:
أولاً، أنها أول تواصل رسمي رفيع بين البلدين منذ سنوات طويلة.
ثانيًا، أن تسليم الملف الليبي حول الإمام الصدر خطوة نوعية في مسار القضية المستمرة منذ أكثر من أربعة عقود.
ثالثًا، أن ملف هانيبال القذافي يشهد تقدما واضحا، مع اتجاه لتخفيض الكفالة ورفع منع السفر، بما يعكس رغبة مشتركة في إنهاء الملفات القضائية وعودة العلاقات الطبيعية.
صفحة جديدة من التعاون اللبناني – الليبي
تشير المؤشرات إلى أن ما بدأ في بيروت هذا الأسبوع قد يشكل منعطفا تاريخيا في العلاقات بين لبنان وليبيا، إذ يفتح الباب أمام تعاون قضائي وسياسي ودبلوماسي متجدد، ينهي عقودا من التوتر، ويعيد العلاقات بين العاصمتين إلى مسارها الطبيعي.









            





0 تعليق