Advertisement
ففيما يزور وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب جون هيرلي لبنان وتركيا وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، حاملاً ملفّا عنوانه الأساس "رصد مصادر التمويل الإيرانية وشبكات الدعم التابعة لحلفاء طهران"، وعلى رأسهم حزب الله، يترقّب لبنان وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، المكلّف بمتابعة ملف نزع سلاح الحزب وفتح الطريق أمام تفاوض سياسي مباشر مع إسرائيل.
ويؤكد المتابعون أن الموقف اللبناني الرسمي يشدّد على أن أي تفاوض يجب أن يسبقه وقف العدوان الإسرائيلي ، إلا أن واشنطن أبلغت الرؤساء عبر مورغان أورتاغوس أنها لا تضمن إسرائيل ولن تقدّم أي التزامات في هذا الشأن.
وفي السياق، وصف المبعوث الأميركي توم بارّاك، لبنان بـ"الدولة الفاشلة"، مشيرًا إلى أن "الجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية"، ولافتًا إلى أن "القيادة اللبنانية صامدة، لكن عليها التقدّم بسرعة أكبر بشأن سلاح حزب الله"، مضيفًا أن "حزب الله يجني أموالًا أكثر من مخصصات الجيش اللبناني".
وأضاف في كلمة له أمام "منتدى حوار المنامة" أن "إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم"، معتبرًا أنه "من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل".
وإذ اعتبر أن "القيادة اللبنانية صامدة"، رأى أنه "لن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح الحزب، فإسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجودًا"، مشيرًا إلى أن "آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد إسرائيل"، وشدّد على أنه "لم يعد هناك وقت أمام لبنان، وعليه حصر السلاح سريعًا".
وفي موازاة ذلك، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باستهداف العاصمة بيروت قائلًا: "إذا حاول حزب الله إطلاق النار على مستوطنة في الشمال، فسنهاجم بيروت أيضًا"، مشيرًا إلى أنه أوصل هذه الرسالة إلى الموفدين الأميركيين مورغان أورتاغوس وتوم براك.
وزعم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي التقى نظيره الألماني يوهان فاديفول، أن جهود حزب الله لإعادة تسليح نفسه في لبنان ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان.
في المقابل، أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد "الثبات على خيار المقاومة كي لا يستسهل العدو إمكانية إخضاعنا أو الإذعان لمشروعه العدواني"، لافتًا إلى أنه "للأسف الشديد، بعض الأصوات في الداخل تحرّض على الاستسلام للعدو وتفرّط بالسيادة، متوهّمة أنها تحفظ مصالحها". وأضاف: "هؤلاء أنفسهم كشفوا البلاد أمام الوصاية الأجنبية بوقاحة ونذالة ومذلّة، ويزايدون بشعارات السيادة الكاذبة".
وأكد أن "المقاومة لا تزال تلتزم بشكل صارم بوقف إطلاق النار رغم استباحة العدو لهذا الإعلان، وأي تنازل للعدو وتسويق لذرائع عدوانه لن يوقف ابتزازه وتماديه، بل سيجرّؤه على طلب المزيد حتى يسلبنا الوطن كله".
وعن قانون الانتخاب، اعتبر أن "الغاية من الحملة على قانون الانتخاب هي إضعاف تمثيل المقاومة ومؤيديها ليسهل عليهم التحكّم بإدارة البلاد".
ومن مصر، أكّد رئيس الحكومة نواف سلام خلال لقائه الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير أن "لبنان يسعى جاهدًا للاستفادة من مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة وقمّة شرم الشيخ لتطبيق وقف العمليات العدائية وتثبيت الاستقرار في الجنوب وفي البلاد"، مشيرًا إلى أن "استقرار لبنان جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة"، وداعيًا إلى "الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب اللبناني ووقف اعتداءاتها المتكرّرة".
وأكد "التزام لبنان الكامل بالقرار 1701 وبترتيبات وقف الأعمال العدائية"، مشيرًا إلى أن "الحكومة ماضية في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة التي تهدف بدورها إلى تثبيت الاستقرار وتعزيز سلطة المؤسسات الشرعية".
وعلى الرغم من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة التي طالت في الأيام الأخيرة المصيلح وأنصار وكفرمان واستهدفت المدنيين وحملت رسالة واضحة لمنع الاعمار، يعقد بعد غد الثلاثاء لقاء موسّع في دارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في المصيلح، لبحث برنامج شامل وخطط عملية لإعادة إعمار الجنوب، في خطوة تؤكد تمسّك الرئيس بري بخيار الصمود وإعادة البناء رغم استمرار التصعيد والضغوط عليه وعلى الحزب وبيئة المقاومة.





0 تعليق