أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن منظومة السد العالي ومفيض توشكى تمثلان صمام الأمان لحماية مصر من أخطار الفيضانات المفاجئة، موضحًا أن المفيض يؤدي دورًا استراتيجيًا في حفظ التوازن المائي للبلاد.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، خلال لقائه في برنامج «أهل مصر» المذاع على قناة أزهري، إن مفيض توشكى صُمم خصيصًا لحماية السد العالي من أي كميات زائدة من المياه قد تشكّل خطرًا على جسم السد، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة أنقذت مصر أكثر من مرة خلال العقود الماضية.
وأوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن بحيرة ناصر لم تشهد تدفقًا لمياه الفيضان إلى مفيض توشكى منذ إنشاء السد عام 1971 وحتى عام 1998، حين تكررت موجات فيضان كبيرة في أعوام 1998 و1999 و2000 أدت إلى امتلاء المنخفضات الصحراوية التي تعرف اليوم باسم بحيرات توشكى.
هذه المنظومة أنقذت مصر أكثر من مرة خلال العقود الماضية
وأضاف أن الظاهرة نفسها تكررت عام 2020، مؤكدًا أن هذا النظام الهيدرولوجي المتكامل مكّن الدولة من تفريغ المياه الزائدة دون أي تأثير سلبي على السد العالي أو المنشآت المائية، قائلًا: «مفيض توشكى هو خط الدفاع الأول الذي حمى مصر طوال 60 عامًا».
سد النهضة تسبب في خسائر مائية لمصر والسودان والعودة للحوار ضرورة حتمية
قال الدكتور عباس شراقي إن سوء إدارة إثيوبيا لتخزين وتشغيل سد النهضة تسبب في أضرار مائية واقتصادية جسيمة لدولتي المصب، مؤكدًا أن الحل الوحيد الآن هو العودة إلى طاولة الحوار والتعاون بين الأطراف الثلاثة.
وأوضح شراقي خلال لقائه في برنامج «أهل مصر» المذاع على قناة أزهري، أن إثيوبيا حجزت كميات ضخمة من المياه تجاوزت 64 مليار متر مكعب دون تنسيق أو اتفاق مع مصر والسودان، وهو ما يخالف القواعد الدولية التي تنص على عدم الإضرار بالدول المتشاطئة.
وأشار إلى أن الخسائر لم تقتصر على نقص حصة المياه الواصلة إلى مصر فحسب، بل شملت أيضًا أضرارًا فادحة للسودان نتيجة ما وصفه بـ«الفيضان الصناعي»، الذي أدى إلى غرق مساحات زراعية ومنازل في وقت لم يكن متوقعًا فيه حدوث فيضانات.
لا فرار من التعاون فالمياه قضية حياة وليست مجالًا للمناورات السياسية
وأضاف أن إثيوبيا، رغم امتلاء بحيرة السد بالكامل، لم تشغّل التوربينات منذ يوم الافتتاح، مما جعلها تضطر لفتح بوابات المفيض بشكل مفاجئ، متابعًا: «إذا لم تتغير إدارة السد واستمر الانفراد بالقرار، قد تتكرر الكارثة مرة أخرى».
وختم شراقي حديثه بالتأكيد على أن التعاون هو السبيل الوحيد لتجنب الأزمات المستقبلية، قائلاً: «لا فرار من التعاون، فالمياه قضية حياة، وليست مجالًا للمناورات السياسية».
















0 تعليق