السبت 01/نوفمبر/2025 - 06:19 م 11/1/2025 6:19:37 PM
قال الدكتور عمر المعتزبالله، أستاذ تاريخ وفلسفة الفن المصري القديم، إن المتحف المصري الكبير يعد مختلفًا لكونه يتجاوز فكرة المكان المتحفي التقليدي، موضحًا أنه ليس مجرد موقع لعرض الآثار، بل يمثل منظومة ثقافية مستقلة تعكس روح الحضارة المصرية القديمة، مشيرًا إلى أنه يأتي بعد المتحف المصري بالتحرير الذي أنشئ عام 1902، وبعد متحف الحضارة الذي يضم أهم مومياوات رموز مصر السياسية والفنية والاقتصادية والفلسفية من الملوك القدماء.
وأضاف المعتزبالله، خلال حواره ببرنامج “الستات مايعرفوش يكدبوا”، والمذاع عبر فضائية cbc أن المتحف المصري الكبير يتميز بمساحته الشاسعة، إلا أن الأهم هو أسلوب العرض الأثري الذي يختلف عن الأساليب التي اتبعت سابقًا، حيث لم يعد العرض يعتمد فقط على التطور الزمني أو الجمالي، وإنما أصبح يعتمد على مسارات معرفية متنوعة، تشمل مسارات الشعب من خلال الزراعة والحياة اليومية، ومسارات الديانة، والملوك، والعالم الآخر، مشيرًا إلى أن المتحف يمثل هدية مصر للعالم لأنها تعيد من خلاله سرد قصتها بصوتها الخاص دون أن يملي أحد تاريخها أو يفسر حضارتها نيابة عنها.
الحضارة المصرية تمتد داخل الزمن بشكل عميق
وأشار إلى أن الحضارة المصرية تمتد داخل الزمن بشكل عميق، وأن القول بأن عمرها سبعة آلاف عام يعد تواضعًا كبيرًا، موضحًا أن هذا العمر يحسب من بداية عصر الأسرات، بينما توجد فترة ما قبل الأسرات التي تعرف مجازًا بعصر ما قبل التدوين، وهي الفترة التي لم يكتب فيها التاريخ المصري بعد، مؤكدًا أن ذلك لا يعني غياب التاريخ، بل إن الشواهد الأثرية تثبت أن للمصريين حياة متكاملة منذ عشرات الآلاف من السنين.
وتابع،أن متحف الحضارة في الفسطاط يجسد ذلك التطور، إذ يبدأ مساره من اليمين ويمتد عكس عقارب الساعة حتى الدولة الحديثة، حيث يعرض في بدايته هيكل عظمي لإنسان مصري شاب توفي عن عمر 19 عامًا منذ نحو 35 ألف سنة، ومعه أدواته الخاصة التي تظهر تفاصيل حياته اليومية، ما يدل على عمق الجذور التاريخية للمصريين.

















0 تعليق