أكد السفير جمال بيومي، الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل استثمارًا ضخمًا في الاقتصاد الوطني، وليس مجرد حدث ثقافي.

وأضاف في تصريحات لـ الدستور أن المتحف سيحدث نقلة نوعية في صناعة السياحة المصرية، قائلًا: "هذا المشروع سيضع مصر في مقدمة الدول التي تمتلك القدرة على تحويل تراثها إلى منتج اقتصادي متكامل."

وأوضح بيومي أن المتحف سيخلق بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر، سواء في قطاعات الفنادق أو النقل أو خدمات الضيافة، لافتًا إلى وجود اهتمام من صناديق استثمار عربية وآسيوية بالمنطقة المحيطة بالمتحف.

وأشار إلى أن مصر باتت تمتلك الآن واجهة حضارية تليق بمكانتها التاريخية، وهو ما يعزز من القوة الناعمة المصرية، ويعيد رسم صورة مصر في الإعلام الدولي كدولة حديثة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

وأضاف أن الافتتاح المنتظر للمتحف يتكامل مع الجهود الحكومية في تحسين البنية التحتية السياحية، من تطوير مطار سفنكس الدولي وشبكة الطرق المؤدية إلى الجيزة، ما يعني أن كل جنيه استُثمر في المتحف سيعود بعوائد مضاعفة على المدى المتوسط والطويل.

وأكد بيومي أن المتحف المصري الكبير يمثل، بالنسبة له، نقلة حضارية وثقافية كبرى، ليس لمصر فحسب، بل للعالم بأسره، موضحًا: "هذا الصرح العملاق القابع على أعتاب أهرامات الجيزة لا يُعد مجرد متحف بالمعنى التقليدي، بل هو مركز عالمي للتراث الإنساني، وجسر يصل بين الماضي العريق والحاضر المتجدد. لقد قدمت مصر للعالم أعظم حضارة عرفتها الإنسانية، ومن ثم كان من الضروري أن يُقام صرح يليق بهذه القيمة التاريخية."

وأوضح أن المتحف المصري الكبير صُمم ليكون الأكثر تطورًا في العالم من حيث أساليب العرض والحفاظ على الآثار، واستخدام التقنيات الحديثة في الترميم، كما أنه يقدم رؤية تربط الزائر بالسياق الحضاري للحضارة المصرية، بحيث لا يرى القطعة الأثرية مجرد عنصر منفرد، بل يعيش من خلالها قصة حياة متكاملة.

وأشار إلى أن هذا المشروع الضخم سيعزز من مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، وسيسهم في زيادة تدفق الزائرين، خصوصًا في ظل اهتمام العالم المتنامي بالتراث الثقافي، مؤكدًا:

"إننا لا نقدم للزائرين تماثيل ومومياوات فحسب، بل نقدم تاريخًا إنسانيًا وحضارة لا تزال تؤثر في العالم حتى اليوم. وأنا على يقين بأن المتحف المصري الكبير سيصبح علامة مضيئة في سجل الإنسانية."