أكد الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، الدكتور أحمد غنيم، وجود خلية نحل تواصل العمل ليلًا نهارًا لوضع اللمسات النهائية على الاستعدادات والتجهيزات الخاصة بحفل افتتاح المتحف، الذى وصفة بأنه «هدية مصر للعالم» كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، و«مشروع القرن الثقافى».
وكشف «غنيم»، فى حواره التالى مع «الدستور»، عن أبرز تفاصيل هذه الاستعدادات، مشيرًا إلى أن الاحتفالات بالمتحف المصرى الكبير ستستمر لعدة أيام بعد الافتتاح الرسمى، الذى سيكون يوم الثلاثاء المقبل، ليس فى مصر فحسب، بل فى عدة دول حول العالم.
وتطرق الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير إلى أسعار تذاكر الدخول بعد الافتتاح الرسمى، والإيرادات المتوقعة، ودور المتحف كمنارة ثقافية وتعليمية فى علم المصريات، مع استعراض أبرز التقنيات الحديثة المستخدمة فى عرض كنوزه النادرة.
■ ما أبرز استعداداتكم النهائية لافتتاح المتحف المصرى الكبير؟
- يتم حاليًا وضع اللمسات النهائية على أعمال الصيانة، وتنظيف القطع الأثرية وأرضيات المتحف، والأعمال الخاصة بالعرض المتحفى فى قاعة الملك توت عنخ آمون ومتحف مراكب الملك خوفو، وسط ضغط عمل كبير، وخلية نحل تعمل ليل نهار.
يتزامن ذلك مع الأعمال الجارية خارج المتحف ومرتبطة بحفل الافتتاح، من قبل الجهات المعنية، وزارتى الداخلية والطيران المدنى ومحافظة الجيزة، وغيرها من عشرات الجهات الرسمية التى تعمل على إنجاح الحدث، وسط متابعة دقيقة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى.
■ هل يمكنك أن تخبرنا بأبرز ملامح حفل الافتتاح؟
- حفل الافتتاح يعكس ضخامة المتحف المصرى الكبير، وموقعه الذى يجعله بمثابة «هرم مصر الرابع». الحفل سيكون مفاجأة للعالم كله، خاصة مع دعوة مؤسسة الرئاسة عدد كبير من قادة وزعماء العالم، إلى جانب شخصيات عالمية فى مختلف المجالات، وتأكيد غالبيتهم حضور الحفل.
الافتتاح سيتضمن احتفالات متعددة، حتى يظهر أن العالم كله يحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير، وسيشتمل على فقرات متنوعة، إلى جانب أوركسترا موسيقية مميزة، علمًا بأن البطل الرئيسى لهذه الاحتفالات سيكون الملك توت عنخ آمون.
بالتزامن مع حفل الافتتاح تُعرض لقطات من مواقع أثرية وسياحية تظهر لأول مرة، ولم تنل الشهرة التى تستحقها رغم عظمتها، مع احتفال عدد من دول العالم معنا، كما سبق أن ذكرت. والاحتفالات ستستمر فى الأيام التالية للافتتاح فى عدة أماكن، وستكون هناك مفاجآت فى الجولات الإرشادية التى ينظمها المتحف لزائريه بعد الافتتاح.
■ هل ستتم الاستعانة بأى من الفرق الأجنبية فى الحفل؟
- غالبية العاملين داخل المتحف فى تنفيذ «بروفات» الحفل مصريون، يتبعون تحديدًا الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. مع ذلك، لا نمانع الاستعانة بأحد الخبراء الأجانب، لأن «المتحدة» هى من تقرر ذلك فى نهاية المطاف.
■ ما الذى يميز المتحف المصرى الكبير عن أى متحف مصرى آخر؟
- المتحف مُقام على مساحة تصل إلى نصف مليون متر مربع، وهو ما يجعله ٥ أضعاف مساحة المتحف البريطانى وضعفى مساحة متحف اللوفر، أشهر متحفى آثار فى العالم، ويجمع المقتنيات الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتى تتجاوز ٥ آلاف قطعة أثرية، تُعرض كاملة لأول مرة.
ويجمع المتحف المصرى الكبير بين العراقة والحداثة، وهو ما يتجسد فى التقنيات التكنولوجية الحديثة المُستخدمة بداخله، التى تعكس قدرة وقوة المصريين فى العصر الحديث، وامتداد عظمة أجدادهم إلى الوقت الحالى.
ويشهد المتحف المصرى الكبير طرق عرض متحفية حديثة ومتميزة عن باقى المتاحف الأثرية الأخرى، وهو يضم نحو ٥٧ ألف قطعة أثرية، ومُجهَز لعرض ١٠٠ ألف قطعة. وبشهادة المتخصصين، هذا المتحف لم يروا مثله من قبل، ويمثل تجربة شاملة للزائرين.
■ ما الذى سنشاهده فى قاعة الملك توت عنخ آمون؟
- القاعة مُقامة على مساحة تصل إلى ٧٥٠٠ متر مربع، وتضم كل مقتنيات «الملك الذهبى»، مع استخدام تقنيات حديثة فى عرض هذه المقتنيات، مع العلم بأن العرض لن يكون تقليديًا، بل يروى قصة الملك، وتفاصيل الحياة التى عاشها، وكيفية استعداده لمرحلة ما بعد البعث كما يعتقد القدماء المصريون، إلى جانب استعراض تفاصيل اكتشاف مقبرته. كل هذا سيكون باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، التى تجعل الزائر يعيش هذه الحقبة الزمنية ويستمتع وينبهر بها، وعلى رأسها تقنيات الإضاءة والديكور.
■ وماذا عن القاعات الرئيسية الـ١٢ وسيناريو العرض الخاص بمتحف مراكب الشمس؟
- هذه القاعات قُتحت فى مرحلة التشغيل التجريبى للمتحف، وتستعرض التاريخ المصرى من عصر ما قبل الأسرات، مرورًا بعصر بداية الأسرات والدولة القديمة، ثم عصر الانتقال الأول، وذلك من حوالى ٧٠٠ ألف إلى ٢٠٣٤ قبل الميلاد. ومن أشهر القطع الأثرية فى هذه القاعات: مرسوم يشبه كثيرًا حجر رشيد، وتمثال الملكة حتشبسوت، وتماثيل من العصر اليونانى الرومانى، مع بيان كيفية تأثرها بالحضارة المصرية القديمة.
أما متحف مراكب الشمس، فقد تم الانتهاء من مركب الملك خوفو الأول، الذى يبلغ طوله ٤٤ مترًا. بينما المركب الثانى، الذى يتكون من ١٧٠٠ قطعة خشبية صغيرة فسيتم تجميعها والعمل عليها أمام زوار المتحف، وذلك لمدة ٣ سنوات، فى تجربة غير موجودة إلا فى عدد قليل من الأماكن فى العالم، وهى تجربة ثرية ومميزة بالنسبة للزائرين.
■ ما أبرز التحديات التى واجهتكم خلال مرحلة التشغيل التجريبى؟
- كانت هناك تحديات فى مرحلة التشغيل التجريبى دون أدنى شك، وهذا هو السبب فى الحرص على تنفيذ هذا التشغيل أولًا، وذلك لمعرفة أى سلبيات تحدث عند التشغيل قبل الافتتاح الرسمى. أبرز هذه التحديات يتعلق بالتعامل مع الأمن وفريق الضيافة، ومواجهة التكدسات التى تحدث فى موقف السيارات والأتوبيسات، وهى تحديات تم التعامل معها وحلها بالفعل، وأصبح هناك نظام مُحدد ودقيق لكل منها.
■ هل سيستمر الدور التثقيفى والتوعوى للمتحف بعد انتهاء التشغيل التجريبى؟
- بالطبع، مستمرون فى هذا الدور، فبحكم القانون، المتحف المصرى الكبير منارة حضارية، وله دور توعوى وثقافى وتراثى وعلمى وبحثى، وكل هذه الأدوار مستمرة وسيتم دعمها بعد الافتتاح الرسمى، عبر إقامة العديد من الفعاليات المرتبطة بهذه الجوانب، خاصة الجانب البحثى والخاص بترميم الآثار، بما يحقق الهدف الرئيسى المتمثل فى عودة مصر لتكون المركز الأساسى والمنارة البحثية والعلمية الأولى لعلوم المصريات.
■ متى سيفتح المتحف المصرى الكبير أبوابه أمام الجمهور بشكل رسمى؟
- المتحف المصرى الكبير سيفتح أبوابه أمام الجمهور بداية من ٤ نوفمبر المقبل، والذى يصادف ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام ١٩٢٢، على أن يكون ذلك بداية من الساعة التاسعة صباحًا.
■ كم بلغت إيرادات المتحف خلال عام من التشغيل التجريبى؟ وما الإيرادات المستهدفة بعد الافتتاح؟
- لن أذكر أرقامًا، لكننى أستطيع القول إن إيرادات المتحف خلال فترة التشغيل التجريبى فاقت توقعاتنا، علمًا بأن الهدف من وراء إيرادات المتحف هو تغطية تكاليف التشغيل وليس تكاليف الإنشاء.
■ ما توقعاتكم لأعداد الزائرين بعد الافتتاح؟
- متوسط أعداد الزائرين خلال مرحلة التشغيل التجريبى تراوح بين ٧ و٨ آلاف زائر يوميًا، وقبل الغلق مباشرة، فى أكتوبر الجارى، وصل إلى نحو ٥ آلاف زائر يوميًا، ومن المتوقع أن تصل أعداد الزائرين بعد الافتتاح إلى الرسمى ما بين ١٥ و٢٠ ألف زائر يوميًا.
■ هل سيحدث أى تغيير فى أسعار التذاكر بعد الافتتاح؟
- لن يطرأ أى تغيير فى أسعار تذاكر الدخول بالنسبة للمصريين، لكن أسعار تذاكر الأجانب سيتم تعديلها من ٢٥ إلى ٣٠ دولارًا، بداية من الافتتاح الرسمى فى ٤ نوفمبر المقبل.
■ أطلقتم الموقع الإلكترونى للمتحف المصرى الكبير.. ما مظاهر التحول الرقمى الأخرى به؟
- وقعنا شراكة بين مُشغِل المتحف وشركة «فودافون» لربط الأنظمة الخاصة بالمتحف، وذلك بهدف تيسير تجربة الزائر وجعلها أكثر رفاهية، ويتضمن ذلك ربطًا إلكترونيًا بين موقف السيارات وتذاكر الدخول والمصاعد، بما يجعل التشغيل أكثر سهولة ويسرًا.
بالإضافة إلى ذلك، العرض المتحفى داخل المتحف المصرى الكبير مدعوم بالعديد من الوسائل التكنولوجية العديدة، كما سبق أن ذكرت، من بينها وسائل «الواقع المعزز» و«الواقع الافتراضى»، وشاشات التفاعل الحديثة.
■ وماذا عن تجهيز المتحف ليكون من «المتاحف الخضراء»؟
- المتحف مُجهز ليكون «متحفًا أخضر»، وذلك من خلال محطات لتنقية الهواء، ومساحات تشجير، بالإضافة إلى توقيع برتوكول مع جهاز شئون البيئة فى هذا الإطار، وتصميم المشروع بما يقلل الاعتماد على الأضواء ومُكيفات الهواء والانبعاثات الكربونية. حصلنا على العديد من الجوائز فى هذا الشأن، من بينها شهادة «EDGEAdvanced» الدولية، التى تُمنح للمبانى الموفرة للطاقة والمياه والمعتمدة على مواد صديقة للبيئة، إلى جانب «الشهادة الذهبية لنظام الهرم الأخضر المصرى» التى تُعد من أعلى مستويات التصنيف المحلى للمبانى المستدامة، ما يضعه فى مصاف المشاريع العالمية الرائدة فى هذا المجال.
■ أخيرًا.. ما الرسالة التى يريد المتحف توصيلها للعالم يوم الافتتاح؟
- كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: هذا المشروع هو «هدية مصر للعالم»، ويعتبر «مشروع القرن» عن جدارة، ليس على المستوى المحلى فقط بل العالمى أيضًا. فخامة المشروع وكبر حجمه وما يحتويه من آثار ووسائل عرض على أحدث مستوى تجعل تجربة الزائر مختلفة، إلى جانب دوره كمنارة ثقافية فى التراث والحضارة المصرية، بما يجعله بحق «هدية مصر للعالم» و«مشروع القرن الثقافى».















0 تعليق