شوقي علام: الخلاف الفقهي رحمة ومنطقة مرونة في الشريعة يجب حُسن إدارتها

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، إن الخلاف الفقهي يمثل ضرورة حتمية ونعمة إلهية كبرى، لأنه نابع من طبيعة النصوص الشرعية التي يغلب عليها الطابع الظني، مؤكدًا أن هذه النصوص تحتمل أكثر من وجه، وهو ما يفتح باب الاجتهاد أمام العلماء في كل زمان ومكان بما يواكب مصالح الناس ومقاصد الشريعة.

وأوضح فضيلته، في حديثه عبر قناة "الناس"، أن النصوص القطعية في الشريعة محدودة وتشمل أصول الإيمان وبعض الأحكام الأساسية، بينما تمثل النصوص الظنية مساحة مرنة تسمح بتطور الفتوى والاجتهاد.

 وأضاف أن هذه المرونة هي التي جعلت الشريعة قادرة على مواكبة حركة الحياة، وحفظ مقاصدها الخمسة المتمثلة في حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل.

وأكد الدكتور شوقي علام أن الخلاف الفقهي لا يُعد عيبًا أو مظهر ضعف، بل هو "رحمة للأمة" إذا أُدير بطريقة صحيحة، لأنه يمنح المجتمع سعة في العبادة والتعامل، ويسمح للدولة بأن تختار من الأقوال الفقهية ما يحقق مصلحة الناس.

وحذر فضيلته من خلل منهجي خطير يتمثل في فرض الرأي الأوحد ونقل المسائل الفرعية المختلف فيها إلى دائرة الأصول والعقيدة، مشيرًا إلى أن هذا المسلك يؤدي إلى تفريق الأمة وربما إلى تكفير المخالفين بغير حق.

وشدد على أن مسائل مثل نظام الحكم السياسي هي من القضايا الاجتهادية وليست من الأصول العقدية، إذ لم يأتِ نص شرعي قطعي يحدد نظامًا معينًا للحكم، مؤكدًا أن التعامل مع هذه المسائل يجب أن يبقى في إطار المرونة الفقهية لا الصراع العقائدي.

واختتم فضيلته حديثه بالتأكيد على أن حُسن إدارة الخلاف هو الضمان لاستمرار حيوية الفقه الإسلامي وقدرته على التكيف مع تغير الزمان والمكان دون الإخلال بجوهر الشريعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق