Advertisement
وبحسب الصحيفة، "علاوة على ذلك، قدم الصينيون لموسكو مجموعة من الدعم التكنولوجي، بما في ذلك الطائرات من دون طيار وأنظمة الصواريخ، التي مكنت الجيش الروسي من التغلب على النكسات الكارثية المحتملة التي عانى منها في ساحة المعركة. ولذلك أصبح إنهاء ما يسمى بالشراكة الاستراتيجية "بلا حدود" بين الأنظمة الاستبدادية في موسكو وبكين أحد الأهداف الرئيسية لإدارة ترامب، ويساعد في تفسير سبب حرص الأخير على كسب ود بوتين. ويأتي هذا على الرغم من الأدلة الواضحة للغاية على أن الزعيم الروسي لا يبدي أي ميل للرد بشكل إيجابي على جهود ترامب لإنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا. والآن بعد أن أدرك الرئيس الأميركي أن بوتين ليس لديه نية كبيرة لتطوير علاقة بناءة مع واشنطن، فهذه لحظة مناسبة لترامب لمحاولة اتخاذ مسار آخر في جهوده لتنفيذ وقف إطلاق النار، من خلال إقناع شي بأن مصالح الصين سوف تخدم بشكل أفضل من خلال تقليص شراكتها مع موسكو".
وتابعت الصحيفة، "لقد كان إدراك ترامب المتأخر لحقيقة أن بوتين ليس لديه مصلحة حقيقية في قبول وقف إطلاق النار في أوكرانيا هو السبب الذي دفع الزعيم الأميركي إلى التخلي عن خططه لعقد قمة أخرى وجهاً لوجه مع نظيره الروسي في بودابست، معترفاً بأن القيام بذلك سيكون "مضيعة للوقت". ومنذ ذلك الحين، حوّل ترامب اهتمامه إلى استهداف تجارة النفط المربحة مع روسيا، وهي الخطوة التي تشكل تحديا مباشرا للشراكة القائمة بين بكين وموسكو. لقد أجبر إعلان ترامب عن جولته الأخيرة من العقوبات "الهائلة" ضد شركتي روسنفت ولوك أويل، وهما شركتا النفط الرئيسيتان في روسيا، كلا من الصين والهند على مراجعة علاقاتهما التجارية القائمة مع موسكو بشكل جذري".
وأضافت الصحيفة، "أثرت الجولة الجديدة من العقوبات بالفعل على شحنات النفط الروسية، إذ أفادت التقارير بأن شركات النفط الصينية المملوكة للدولة علّقت مشترياتها من النفط الروسي. أما الهند، التي فُرضت عليها سابقًا رسوم جمركية بنسبة 25% لاستمرارها في شراء النفط الروسي، فقد حذت حذوها، حيث خفضت الشركات الهندية وارداتها من النفط الخام من موسكو بشكل حاد. وإذا استمر الأمير على ما هو عليه، فمن شأن الانخفاضات الحادة في صادرات النفط الروسية إلى هذه البلدان وغيرها، مثل تركيا، التي تحرص على تجنب المزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، أن يكون لها تأثير كبير على قدرة بوتين على تمويل آلة حربه في أوكرانيا. إن حقيقة أن الصين ردت بالفعل على فرض العقوبات النفطية التي فرضها ترامب على روسيا تشير بالتأكيد إلى أنه على الرغم من الخطاب العام الذي ألقاه شي، فإن الشراكة الاستراتيجية بين بكين وموسكو كانت مبنية على المصلحة الشخصية أكثر من المصالح المشتركة الحقيقية".
وبحسب الصحيفة، "لطالما شابت العلاقات بين البلدين صعوبات، لا سيما في ما يتعلق بالنزاعات الإقليمية التاريخية في مناطق مثل منشوريا، والتي دفعت البلدين إلى شفا حرب شاملة حتى ستينيات القرن الماضي. ورغم أن بكين وموسكو حلّتا خلافاتهما رسميًا عام 2003، إلا أن موسكو لا تزال حذرة من نوايا الصين الطويلة المدى تجاه هذا النزاع. وفي ظل هذه الظروف، فمن المحتمل تماما أن يكون للقمة الأخيرة بين ترامب وشي في كوريا الجنوبية تأثير كبير على استعداد الصين لمواصلة دعم المجهود الحربي الذي يبذله بوتين في أوكرانيا. وبعد فشله في إقناع الزعيم الروسي بقبول وقف إطلاق النار من خلال المفاوضات المباشرة، قد يتمكن ترامب من تحقيق الهدف عينه من خلال الموافقة على اتفاقية تجارية جديدة مع بكين".
وتابعت الصحيفة، "من المؤكد أن التعليقات الحماسية التي أدلى بها ترامب في أعقاب اجتماعه الأخير مع شي تشير إلى أنه قد يكون من الممكن لواشنطن وبكين تشكيل شراكة أوثق بشأن قضايا عالمية رئيسية، بما في ذلك إنهاء الحرب في أوكرانيا. وكان الهدف الرئيسي لترامب خلال المحادثات هو حل ما وصفه بـ "الكثير من المشاكل" بين البلدين، بدءًا من ضوابط التصدير المخطط لها من قبل بكين على المعادن الأرضية النادرة إلى مطالبة إدارة ترامب للصين ببذل المزيد من الجهد للحد من تدفق المواد الأفيونية القاتلة إلى الولايات المتحدة. من المؤكد أن التعليقات الإيجابية التي أدلى بها الوفدان الأميركي والصيني في أعقاب اجتماع ترامب مع شي تشير إلى أن هناك كل الاحتمالات لتحسن قوي في العلاقات بين واشنطن وبكين، وهو ما قد يكون في نهاية المطاف على حساب موسكو، وخاصة في ما يتصل بالحفاظ على تجارة النفط المربحة مع الصين".
وختمت الصحيفة، "إن أي انهيار في صادرات روسيا النفطية المتبقية سوف يترك بوتين دون القدرة على تمويل "عمليته العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، مما يتركه أمام خيار قبول شروط ترامب لوقف إطلاق النار". 










 
                
            
0 تعليق